responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 113

وكلّ من كان كذلك كان فعله فعل الحق، وقوله قول الصدق، إذ لا داعية في نفسه تخالف داعي الحق، بل يستهلك إرادته في إرادة الحق، ومشيئته في مشيئة الحق، ومثال طاعتهم لله سبحانه ولأمره، مثال طاعة الحواس فينا للنفس، حيث لا تستطيع خلافاً لها في ما شاءت النفس، ولا حاجة في طاعتها للنفس إلى أمر ونهي أو ترغيب وزجر، فهكذا طاعة الملائكة الواقعة في ملكوت السماوات لأنّهم المطيعون بذواتهم لأمره، المستمعون بأسماعهم الباطنيّة لوحيه، فقلوب هذه الملائكة كتاب المحو والإثبات، ويجوز في نقوشها المنقوشة في صدورها أن تزول وتتبدّل، لأنّ وجودها لاتأبى ذلك، والذي يستحيل فيه التغيّر والتبدّل هو ذات الله وصفاته الحقيقية.

وعلى هذا فقلوب الملائكة هي الألواح القدريّة وهي من مراتب علمه الفعلي، فإذا حصل فيه التغيّر والتبدّل صحّ أن يقال: بدا لله في علمه أي في علمه الفعلي.[1]

إلى هنا تبيّن أمران:

الأوّل: أنّ البحث إنّما هو في المحتوى والمسمّى لا في اللفظ والتسمية، فالمناقشة في صحّة التسمية لا يصح أن تجعل ذريعة للإيقاع في عقيدة «البداء»، وما أشبه المقام بقول القائل:



[1] الأسفار: 6 / 395 ـ 397، بتصرف منّا.
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست