يريد: أنّ العنب لم يعد إلى الحصرم إطلاقاً، كما أنّ الفاكهة الناضجة لم تصر باكورةً (وهي أوّل ما يدرك من الفاكهة).
الجواب: إنّ هذه الشبهة مردودة بوجهين:
الأوّل: أنّ صدر المتألّهين قد صوّب ذلك في شرحه على الهداية الأثيرية وقال: ثمّ اعلم، أنّ إعادة النفس إلى بدن مثل بدنها الذي كان لها في الدنيا، مخلوق من سنخ هذا البدن بعد مفارقتها عنه في القيامة كما نطقت به الشريعة من نصوص التنزيل وروايات كثيرة متضافرة لأصحاب العصمة والهداية غير قابلة للتأويل، كقوله تعالى:(قالَ مَنْ يُحْيِي العِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِكُلِّ خَلْق عَلِيمٌ)[2]، وقوله تعالى: (فَإِذا هُمْ مِنَ الأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)[3]، وقوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الإِنْسانُ أَنْ لَنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرينَ عَلى
[1] مثنوي معنوي: الجزء الثاني، القسم 26 .
[2] يس: 78ـ 79 .
[3] يس : 51.