responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مع شيخ الأزهر في محاضراته الرمضانية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 53

الرضا مقيّد لا مطلق

إنّ الله سبحانه قيّد تعلّق رضاه بالصنف الثالث بقوله: (اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان): أي اتّباعاً حسناً أو اتّباعاً في العمل الصالح، والقيد يكشف أنّ الصنف الثالث ينقسم إلى صنفين: مع الإحسان أو بدونه. فعلى هذا لو شكّ في واحد من مصاديق الصنف الثالث في وجود القيد فيه، فلا تكون الآية دليلاً على وجوده. نظير ما إذا قال القائل: «أكرم العالم العادل»، وشكّ في وجود العدالة، لا يجوز التمسّك بالدليل على وجود القيد في المورد.

إلى هنا ظهر أنّ الآية أخصّ من المدّعى بوجوه ثلاثة:

الأوّل: أنّ الفقرة الأُولى (السبّاقون في الهجرة والنصرة) تختصّ بمَن وصفوا بالهجرة والنصرة قبل غزوة بدر.

الثاني: أنّ الفقرة الثانية تختصّ بمَن هاجر ونصر قبل غزوة بدر، ولا يشمل مَن آمن وهاجر ونصر بعدها.

الثالث: أنّ الرضا في الفقرة الثالثة مقيّد باتّباع بإحسان، فإذا شكّ في وجود القيد (وهو الإحسان) فلا تكون الآية دليلاً على وجود القيد.

وعلى هذا فقد كشفت الآية عن تعلّق الرضا بجماعة وفئة خاصة، وأين هذا من عامّة الصحابة الّذين يبلغ عددهم إلى مائة

اسم الکتاب : مع شيخ الأزهر في محاضراته الرمضانية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست