responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أحكام صلاة القضاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 345

قالوا: يا ابن عباس، ما أراد بذلك؟ قال: التوسّع على أُمّته.[1]

وهذه الروايات تتضمّن بيان فلسفة تشريع الجمع، ذلك أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)جسد بعمله هذا إحدى الخصائص العامّة الّتي اتّسمت بها الشريعة الإسلامية، وهي المرونة والسعة، الّتي تتجلّى في قوله سبحانه في كتابه المجيد: (وَ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج)[2]، وقوله سبحانه: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)[3] فحياة الإنسان لا تجري على نمط واحد، وليست هي ثابتة، بل تتغيّر وتتطوّر، وظروف الحياة وملابساتها تختلف زماناً ومكاناً، والشريعة تواكب ذلك التغيّر والتطوّر، وتنسجم مع واقع الحياة وظروفها، من خلال شمولية تعاليمها وأحكامها، ومرونتها، ويأتي قيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)بالجمع بين الصلوات من غير عذر، كتعبير عملي عن يُسر الشريعة ومرونتها، واستجابتها لمختلف الظروف، حيث شرِّع التفريق لئلاّ يُحرم المصلّي من فضل الصلاة وثوابها، والجمع لئلاّ يلحقه إثم ومغبة تركها.

إنّ إلقاء نظرة على واقع الحياة اليوم وتعقيداتها، وما يعانيه العمال والموظفون من مصاعب في أماكن عملهم، وضيق الوقت الّذي يُمنح
لهم للاستراحة، وقصر أوقات الصلوات (في بعض البلدان أو في بعض
أيام السنة) إذا أُدّيت متفرّقة، كلّ ذلك وغيره يكشف لنا عن عظمة تشريع
الجمع بين الصلاتين، أو التفريق بينهما، وإعطاء الرخصة للمصلّي في اختيار أحدهما.


[1] مسند أحمد: 1 / 346 .
[2] الحج: 78 .
[3] البقرة: 185 .
اسم الکتاب : أحكام صلاة القضاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست