اسم الکتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب المؤلف : ابن العربي، محيي الدين الجزء : 1 صفحة : 218
وصل
(منزلة الفتى الفائت المتكلم الصامت)
(327)ثم إنه أطلعنى على منزلة ذلك"الفتى"،و نزاهته عن أين و متى.
فلما عرفت منزلته و إنزاله،و عاينت مكانته في الوجود و أحواله،قبلت يمينه، و مسحت من عرق الوحى جبينه.و قلت له:"انظر من طالب لمجالستك،و راغب في مؤانستك!"فاشار إلى،إيماء و لغزا،أنه فطر على أن لا يكلم أحدا إلا رمزا.
و إن رمزى،إذا علمته و تحققته و فهمته،علمت أنه لا تدركه فصاحة الفصحاء،و نطقه لا تبلغه بلاغة البلغاء.
(328)فقلت له:"يا أيها البشير،و هذا خير كثير.فعرفني باصطلاحك، و أوقفنى على كيفية حركات مفتاحك.فانى أريد مسامرتك،و أحب مصاهرتك.
فان عندك الكفؤ و النظير-و هو النازل بذاتك-و الأمير.و لو لا ما كانت لك حقيقة ظاهرة،لما تطلعت إليه وجوه ناضرة".-فاشار.فعلمت.و جلى لي حقيقة جماله.فهمت.فسقط في يدي.و غلبني،في الحين،على.
فعند ما أفقت من الغشية،و أرعدت فرائصى من الخشية،علم إن العلم به قد حصل.و ألقى عصا مسيره و نزل.فتلا حاله على ما جاءت به الأنباء،
اسم الکتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب المؤلف : ابن العربي، محيي الدين الجزء : 1 صفحة : 218