[بهم] ممّن عصانی»[1]. و قال اللّه تعالی قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْکُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِکُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ أَوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعاً وَ یُذِیقَ بَعْضَکُمْ بَأْسَ بَعْضٍ [2]. و جاء فی تفسیر الإمام العسکریّ علیه السّلام: سَأُرِیکُمْ دارَ الْفاسِقِینَ [3]: هو بیت العبّاسیّة.
المسألة الثامنة عشرة [4]: (1) وجدت أنّ المذاهب الاثنین و السبعین
لمّا سئلوا: من شرّ الناس؟ أجابوا قاطبة: الشیعة. فاتّضح أنّ [الرجال فی] قوله تعالی ما لَنا لا نَری رِجالًا کُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ [5] هم الشیعة، فهم لا یرونهم فی النار. و قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم «ستفترق أمّتی علی ثلاث و سبعین فرقة، کلّهم فی النار إلّا فرقة واحدة». و هذه الفرقة الواحدة بحکم الخبر و بحکم آیة فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ [6] یجب أن تکون فرقة الشیعة. و الدلیل علی حقّانیّة مذهب الشیعة هو أنّک لو سألت أیّ مذهب من هذه المذاهب الاثنین و السبعین علی انفراد: من هو شرّ المذاهب؟ لأجاب: الإمامیّة الاثنا عشریّة. و لو سألتهم مجتمعین لردّوا بنفس الجواب. و مع أنّ هذه الفرق متخاصمة مع بعضها، إلّا أنّهم إذا تباحثوا مع الشیعة صاروا یدا واحدة و قلبا واحدا و لسانا واحدا، و جرّدوا سیف العداء فی وجه الشیعیّ، فإن هم فرغوا من أمر الشیعة عادوا من جدید إلی خلافاتهم و خصوماتهم. فلمّا کان هذا المذهب مختلفا فیه، منصوبا له العداء من قبل جمیع المذاهب، کان ذلک دلیلا علی حقّانیّته. و قد قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم: «إلّا فرقة واحدة»، و هی هذه
[1]- خلت النسخة المخطوطة الموجودة فی المکتبة الرضویّة من هذا الحدیث القدسیّ، علی فرض صحّته. (ع) [2]- الأنعام: 65. [3]- الأعراف: 145. [4]- فی النسخة المطبوعة (ص 98 من الکتاب الفارسیّ): «المسألة الثالثة عشرة» و بعدها «المسألة التاسعة عشرة». (ع) [5]- ص: 62. [6]- یونس: 32.