responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 99

التقابل تقابل الإيجاب و السلب،و عدم الجامع بينهما بديهي،و إن أراد المتقابلين بتقابل التضاد فلزوم اندراجهما تحت الجامع قول به في فنّ الحكمة،و لذا اعتبر امتناع اجتماعهما في المتعاقبين على موضوع واحد،لا محلّ واحد إلاّ أنّ المتقابلين غير منحصرين في المتضادّين،فانّ العلم و الجهل عند هذا القائل من المتقابلين،مع أنّهما غير متقابلين بتقابل التضادّ بل بتقابل العدم و الملكة،و لا جامع بينهما،و لم يذكر أحد من أرباب الفنّ لزومه في تقابلهما،و حيث أنّ اللازم في تقابل العدم و الملكة إضافة العدم إلى ما يقبل الوجود كالعمى،فانّه يوصف به من يقبل«البَصر»فلذا لا يطلق على الحجر أنّه جاهل أو أعمى،و إمّا عدم التقابل بين الظلمة و الحمار و العلم و الحجر،فان أراد عدم التقابل اصطلاحاً و إن كان بينهما التعاند و الغيريّة،فلو سلّم لا يدلّ على لزوم الجامع بين المتقابلين بقول مطلقا مع أنّه لو كان المتضادّ أنّ اصطلاحاً الوجود بين اللذين يمتنع اجتماعهما في محلّ واحد يكون المثالان من المتقابلين بتقابل التضاد.

نعم بناء على عدم تضاد الجواهر بعضها مع بعض،و مع العرض لا تضادّ بينهما و إن كانا متعاندين،ثم لو أغمضنا النّظر عن كلّ ذلك فأيّ دليل دلّ على أنّ الأمرين المندرجين تحت الجامع،كالسواد و البياض،يجب الوضع للجامع بينهما دونهما،و هل هو إلاّ بحكم بلا وجه،هذا مع أنّ الجامع بين السواد و البياض ليس إلاّ اللون،و لازمه صحّة إطلاق الجون على كل لون،و إلاّ فخصوصيّة السواد و البياض المعرفة بينهما لا يعقل[1]أن يكون لها جامع فتدبّر جيّداً.

قوله:و ان أحاله بعض لإخلاله إلخ :ذكر بعض أجلّة العصر [1]برهاناً على الاستحالة،إذا كان الوضع عبارة عن جعل الملازمة الذهنيّة بين اللّفظ و المعنى، أو عمّا يستلزمها.ملخّصه بتوضيح منّي،أنّ الوضع لكل من المعنيين بحيث لو لم


[1] -هو النهاوندي في تشريح الأصول ص 47.

اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست