responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 136

ج ـ الأخبار التي يستفاد منها حجّية أخبار الثقات.

فبدراسة هذه الأدلّة والوقوف على نتائجها سعةً وضيقاً نتعرف حال هذه الشروط إثباتاً ونفياً.

أ ـ بناء العقلاء:

لا يشكّ أنّ من له إلمام بالأُمور الاجتماعية يرى في أنّ العقلاء قديماً وحديثاً قبل الإسلام وبعده يعملون بخبر الواحد، وإنّ عليه تدور رحى الحياة إذا كان الراوي ثقة ـبل بكلّ خبر يحصل الوثوق بصدقه وإن لم يكن الراوي ثقة ـ من دون التزام على أن يكون الراوي صاحب نحلة وعقيدة أو من طائفة دون طائفة، وإنّما الملاك الوثوق بقوله والوقوف على تحرّزه عن الكذب، والتقوّل بلا دليل، وبما أنّ إحراز الوثوق طريق إلى الوثوق بصدور الخبر يعملون بكل خبر حصل الوثوق بصدقه، وانطباقه على الواقع. هذه هي سيرة العقلاء لا يشكّ فيها من خالطهم، وعلى ذلك بنوا الحضارات والعلاقات الاجتماعية، ولم يلتزموا بحصول العلم بصدق الراوي كما لم يلتزموا بقيام الخبر المتواتر أو المحفوف بالقرينة، نعم ربّما يحتاطون في عظائم الأُمور فيتوقّفون عند خبر الثقة إلى أن يحصلوا العلم بالحقيقة، فإنّ لكلّ أمر شأناً، و ليست جميع الاُمور على نسق واحد، فلا تسكن النفس في كبار الاُمور على قول أحد الناس وإن كان ثقة ولا على مطلق حصول الوثوق، بل تتطلّب في بعض الموضوعات شيئاً أزيد من الوثوق بالراوي أو الرواية.

وهذه السيرة قد كانت بمرأى ومسمع من النبي الأكرم والأئمّة ـ سلام اللّه عليهمـ فلم يردعوا عنها، وهذا أقوى حجّة على حجّية قول الثقة أو الخبر

اسم الکتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست