responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 558

ما هو لنفسه في الحق الذي كان متعلق عقده قرب كل إنسان على صورة عقده فيه و الحق الذي هو حق في نفس الأمر وراء كل معتقد لا بل هو صورة كل معتقد وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السادس و التسعون و ثلاثمائة في معرفة منازلة من جمع المعارف و العلوم
حجبته عني و هو من الحضرة المحمدية»



ألا إلى اللّٰه تصير الأمور ما أنت يا دنياي إلا غرور
أهل التقى لم يأمنوا كيدها مع التلقي فكيف أهل الفجور
لها صفات الحق في مكرها و ما لنا في مكره من شعور
لو أنها تنصف في حالها كانت لهم نعم البشير النذير
من صدقها في حالها أنها أرت رحى الموت علينا تدور
و كان لي فيها و ما عندها موعظة مذكرة للخبير
بها ينال العبد في كونها كمال نعت الحق يوم النشور
و هو على النصف إذا ما مضى عنها و من يجحد هذا يجوز
ميزانها قام بها و الذي يعلمه هو العليم القدير
كأحمد السبتي في الفعل إذ ملكه اللّٰه زمام الأمور
ما يظهر العبد بأسمائه إلا بها فهو المبين الغفور

[أن اللّٰه تعالى في نفسه وجل أن يعرفه عبده]

اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح القدس أن اللّٰه تعالى في نفسه وجل أن يعرفه عبده و استحال ذلك فلم يبقى لنا معلوم نطلبه إلا النسب خاصة أو أعيان الممكنات و ما ينسب إليها فالمعرفة تتعلق بأعيان الذوات من الممكنات و العلوم تتعلق بما ينسب إليها فتعلم الذوات و الأعيان بالضرورة من غير فكر و لا نظر بل النفس تدركها بما ركز اللّٰه فيها و تعلم النسب إليها و هو علم الإخبار عنها مما توصف به أو يحكم به عليها بالدليل النظري أو بالأخبار الاعتصامي بغير هذا لا يوصل إلى العلم بذلك و الأحكام و الأخبار غير متناهية الكثرة فتفرق الناظر فيها و لا يجمعها و أراد الحق من عباده أن يجمعهم عليه لا على تتبع هذه الكثرة حتى تعلم بل أباح لبعض عباده منها ما يتعلق العلم بها الذي يجمعه عليه و هو قوله في النظر في ذلك حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ فمن افترق في نفسه في جمع علوم لا ينظر فيها من حيث دلالتها على الحق حجبته عن موضع الدلالة التي فيها على الحق كعلوم الحساب و الهندسة و علوم الرياضات و المنطق و العلم الطبيعي فما منها علم إلا و فيه دلالة و طريق إلى العلم بالله و لكن أكثر الناس لا ينظر فيه من حيث طلبه ذلك الوجه الدال على اللّٰه فوقع الذم عليه و الحجاب عن هذه الدلالة ثم إن بعض الناس إذا نبهه اللّٰه على طلب موضع الدلالة من كل معلوم على اللّٰه فإن اللّٰه تعالى يفرقه في المعلومات و إن كان مطلوبه دلالتها على اللّٰه فلا نشك أن جمعه لهذه المعلومات التي هي محل نظره حجاب عن اللّٰه أي عن الوجه الذي ينبغي أن يعلم منه ما في وسع القابل من اللّٰه و ليس له طريق إلى ذلك إلا بأن يترك جميع المعلومات و جميع العالم من خاطره و يجلس فارغ القلب مع اللّٰه بحضور و مراقبة و سكينة و ذكر إلهي بالاسم اللّٰه ذكر قلب و لا ينظر في دليل يوصله إلى علمه بالله فإذا لزم الباب و أد من القرع بالذكر و هذه هي الرحمة التي يؤتيه اللّٰه من عنده أعني توفيقه و الهامة لما ذكرناه فتولى الحق تعليمه شهودا كما تولى أهل اللّٰه كالخضر و غيره فيعلمه من لدنه علما قال تعالى آتَيْنٰاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا وَ عَلَّمْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا عِلْماً من الوجه الخاص الذي بينه و بين اللّٰه و هو لكل مخلوق إذ يستحيل أن يكون للأسباب أثر في المسببات فإن ذلك لسان الظاهر كما قال في عيسى فَتَنْفُخُ فِيهٰا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي لا ينفخك و النفخ سبب التكوين في الظاهر و التكوين ليس في الحقيقة إلا عن الأذن الإلهي و هذا وجه لا يطلع عليه من العبيد نبي مرسل و لا ملك مقرب من أحد و غاية العناية الإلهية بالشخص من ملك أو رسول أو ولي أن يوقفه اللّٰه من ذلك على الوجه الخاص به لا على وجه غيره كما

قال الخضر لموسى ع أنا على علم علمنيه اللّٰه لا تعلمه أنت لأنه كان من الوجه

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 558
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست