responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 505

من حضرة التمثيل و موطنه لأن فيه خطابا و ردا و قبولا و لا يكون ذلك إلا في شهود التمثيل فإنه في موطن يجمع بين الشهود و الكلام و لما كانت المناسبات تقتضي ميل المناسب إلى المناسب كان الذي حبب عين المناسب و المناسبة قد تكون ذاتية و عرضية و لما كان النساء محل التكوين و كان الإنسان بالصورة يقتضي أن يكون فعالا و لا بد له من محل يفعل و فيه و يريد لكماله أن لا يصدر عنه إلا الكمال كما كان في الأصل الذي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ و هو كمال ذلك الشيء و لا أكمل من وجود الإنسان و لا يكون ذلك إلا في النساء اللاتي جعلهن اللّٰه محلا و المرأة جزء من الرجل بالانفعال الذي انفعلت عنه فحبب إلى الكامل النساء و لما كانت المرأة كما ذكرت عين ضلع الرجل فما كان محل تكوين ما كون فيها إلا نفسه فما ظهر عنه مثله إلا في عينه و نفسه فانظر ما أعجب هذا الأمر فمن حصل له مثل هذا العلم فقد ورث النبي ع في هذا التحبب بهذا الوجه و أما الطيب فإنه من الأنفاس و الأنفاس رحمانية

فإن رسول اللّٰه ص يقول إني لأجد نفس الرحمن فأضافه إلى الرحمن و اللّٰه يقول وَ الطَّيِّبٰاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبٰاتِ و من أسمائه تعالى الطيب فعلمنا أن النفس الطيب لا يكون إلا من الاسم الطيب و ما ثم اسم أطيب للكون من الرحمن فإنه مبالغة في الرحمة العامة التي تعم الكون أجمعه فمن حصل له الطيب في كل شيء و إن أدركه من أدركه خبيثا بالطبع فإنه بالنعت الإلهي طيب و قد ذقنا ذلك بمكة فهو وارث على الحقيقة و ما حبب إليه الصلاة إلا لما فيها من الجمع بين الشهود و الكلام

بقوله جعلت قرة عيني في الصلاة و ما تعرض لسمعه و لا للكلام لأن ذلك معروف في العموم إن الصلاة مناجاة بقوله يقول العبد كذا فيقول اللّٰه كذا و إنها منقسمة بين اللّٰه و بين عبده المصلي نصفين كما ورد في الحديث و ما كانت الصلاة كبيرة إلا على غير المشاهد و على من لم يسمع قول الحق مجيبا لما يقوله العبد في صلاته ثم نيابته في قوله سمع اللّٰه لمن حمده من أتم المقامات فإن اللّٰه ما عظم الإنسان الكامل على من عظمه إلا بالخلافة و لما كان مقامه عظيما لذلك وقع الطعن فيه ممن وقع لعظيم المرتبة و ما علم الطاعن ما أودع اللّٰه في النشأة الإنسانية من الكمال الإلهي فلو تقدم لذلك الطاعن العلم ما طعن فلما كانت الخلافة و هي النيابة عن الحق بهذه المنزلة و كان المصلي نائبا في سمع اللّٰه لمن حمده الذي لا يكون إلا في الصلاة كانت مرتبة الصلاة عظيمة فحببت إليه ص فمن رأيته يحب الصلاة على هذا الحد فهو وارث و من رأيته يحبها لغير هذا الشهود فليس بوارث و في هذا المنزل من العلوم علم صدور الكثير من الواحد أعني أحدية الكثرة لا أحدية الواحد و علم النكاح الإلهي و الكوني و علم النتائج و المقدمات و علم مفاضلة النكاح لأنه قد يراد لمجرد الالتذاذ و قد يراد للتناسل و قد يراد لهما و علم الوصايا و علم التقاسيم و علم المبادرة خوف الفوت و علم الخلطاء و علم الهبات و علم ما يعتبر من طيب النفوس و علم التصرف بالمعروف و ما هو المعروف و علم الأمانات و علم الحظوظ و علم الحقوق و علم ما ينبغي أن يقدم و ما ينبغي أن يؤخر و علم الحدود و علم الطاعة و المعصية و علم الشهادات و الأقضية و علم العشائر و هي الجماعة التي ترجع إلى عقد واحد كعقد العشرة و لهذا سمي الزوج بالعشير لأن اجتماع الزوجين كان عن عقد و المعاشرة الصحبة فالعشائر الأصحاب و المرء على دين خليله فقد عقد معه على ما هو عليه و حينئذ يكون قد عاشره قال تعالى وَ عٰاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ أي صاحبوهن بما يعرف أنه يدوم بينكما الصحبة به و المعاشرة و علم العزة و المنع و علم صنوف التجارات و علم فضل الرجل على المرأة بما ذا كان و ما الكمال الذي تشارك فيه المرأة الرجل و علم أصحاب الحقوق و علم التقديس و علم العناية الإلهية و علم مراتب الخلفاء و علم ما حقيقة الايمان و علم المعيبات و علم ما يرغب فيه و يتمنى تحصيله و علم الموت و علم ما هو لله و للخلق و علم الفرق بين نصيب الحسنة و نصيب السيئة و علم التوقيت و ما يوقت مما لا يدخله التوقيت و علم حرمة المؤمن و مكانته و علم الهجرة و علم إيمان الايمان و علم الرفق و علم السر و الجهر و علم ما يجتمع فيه الملك مع الكامل من البشر وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ و هو عَلىٰ مٰا نَقُولُ وَكِيلٌ

«الباب الأحد و الثمانون و ثلاثمائة»في معرفة منزل التوحيد و الجمع

و هو يحتوي على خمسة آلاف مقام رفرفى و هو من الحضرة المحمدية و أكمل مشاهده من شاهده في نصف الشهر أو في آخره

يا مريم ابنة عمران التي خلقت فرشا كريما لروح جل من روح

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 505
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست