responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 483

كلمه و فيه علم ما يظهر أنه لله و هو للكون و يظهر أنه للكون و هو لله و فيه علم الجهات و الإحاطة و السكون و الحركة و فيه علم المنافع الأخروية و فيه علم السبب الذي يوجب الأمان في موطن الخوف هل يصح ذلك أم لا و ما معنى الموطن هل هو الحال في الشخص فيكون موطنه حاله أو الموطن خارج عن الحال و فيه علم الأسباب الموجبة لوجود الأوهام الحاكمة في النفوس و هي صور من صور التجلي الإلهي و فيه علم ما يحمد من السؤال و ما يكره و فيه علم الصلاح و مراعاة الأصلح و على من يجب ذلك و فيه علم الوعد و الوعيد و مع من يجب القتال شرعا إذا تراءى الجمعان وصف الناس للقتال وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السابع و السبعون و ثلاثمائة في معرفة منزل سجود القيومية و الصدق و المجد و اللؤلؤة و السور»



إذا وضع الميزان في قبة العدل و جاء الحق للحكم و الفصل
يقوم لنا شكل بديع مثلث فضلعان في مثل و ضلع بلا مثل
و لا بد من ترجيحه لبقائه فلا بد من أمر يؤيد بالفضل
فيذهب حكم الميل عند استواءه و يرجح ميزان السعادة بالثقل

[كل ما سوى اللّٰه ملك]

اعلم أيدك اللّٰه أنه ثبت شرعا و عقلا أنه تعالى سبحانه أحدي المرتبة فلا إله إلا هو اللّٰه وحده لا شريك له في الملك و الملك كل ما سوى اللّٰه و أما أن يكون له تعالى ولي فما هو مثل الشريك في الملك فإن ذلك منفي على الإطلاق لأنه في نفس الأمر منفي العين و أما الولي فموجود العين فهو ينصر اللّٰه ابتغاء القربة إليه و التحجب عسى يصطفيه و يدنيه لا لذل ناله فينصره على من أذله أو ينصره لضعفه تعالى اللّٰه قال تعالى إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ و قال وَ هُوَ خَيْرُ النّٰاصِرِينَ فما قال إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ إلا و لا بد من وقوع هذا النصر و لكن كما ذكرنا و هو قوله تعالى وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ أي ناصر من أجل الذل وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً عن هذين الوصفين كما أنه تعالى بدليل العقل و الشرع أحدي الكثرة بأسمائه الحسنى أو صفاته أو نسبه و هو بالشرع خاصة أحدي الكثرة في ذاته بما أخبر به عن نفسه بقوله بَلْ يَدٰاهُ مَبْسُوطَتٰانِ و لِمٰا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ و تَجْرِي بِأَعْيُنِنٰا و

القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن وَ السَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ و

كلتا يدي ربي يمين مباركة و هذه كلها و أمثالها إخبار عن الذات أخبر اللّٰه بها عن نفسه و الأدلة العقلية تحيل ذلك فإن كان السامع صاحب النظر العقلي مؤمنا تكلف التأويل في ذلك لوقوفه مع عقله و إن كان السامع منور الباطن بالإيمان آمن بذلك على علم اللّٰه فيه مع معقول المعنى الوارد المتلفظ به من يد و أصبع و عين و غير ذلك و لكن يجهل النسبة إلى أن يكشف اللّٰه له عن بصيرته فيدرك المراد من تلك العبارة كشفا فإن اللّٰه ما أرسل رسولا إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ أي بما تواطئوا عليه من التعبير عن المعاني التي يريد المتكلم أن يوصل مراده فيما يريد منها إلى السامع فالمعنى لا يتغير البتة عن دلالة ذلك اللفظ عليه و إن جهل كيف ينسب فلا يقدح ذلك في المعقول من معنى تلك العبارة

واحد و هو كثير عجب و هو للحاصل فيه مذهب
إنما العلم لمن حصله بطريق الذوق فهو المشرب
أيها الطالب كنزا إنه عين ما جئت به ما تطلب

[الوحدة التي لا كثرة فيها محال]

و اعلم أيدك اللّٰه أنه من المحال أن يكون في المعلومات أمر لا يكون له حكم ذلك الحكم ما هو عين ذاته بل هو معقول آخر فلا واحد في نفس الأمر في عينه لا يكون واحد الكثرة فما ثم إلا مركب أدنى نسبة التركيب إليه أن يكون عينه و ما يحكم به على عينه فالوحدة التي لا كثرة فيها محال

[التركيب الذاتي الواجب للمركب الواجب الوجود لنفسه]

و اعلم أن التركيب الذاتي الواجب للمركب الواجب الوجود لنفسه لا يقدح فيه القدح الذي يتوهمه النظار فإن ذلك في التركيب الإمكانى في الممكنات بالنظر إلى اختلاف التركيبات الإمكانية فيطلب التركيب الخاص في هذا المركب مخصصا بخلاف الأمر الذي يستحقه الشيء لنفسه كما يقول في الشيء الذي يقبل الأشكال لنفسه لا تقول إن ذلك له بجعل جاعل أعني قبول الأشكال و إنما الذي يكون له بالمخصص كون شكل خاص دون غيره مع إمكان قيام شكل آخر به فلا بد

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست