responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 41

إلا اللّٰه و هل السعداء و الأشقياء على هذا الحكم أو يختص به الأشقياء دون السعداء و علم من يخرج اللّٰه من النار من غير شفاعة شافع من المخلوقين هل هو إخراج امتناني حتى لا يتقيد أو هل هو عن شفاعة الأسماء الإلهية كما قال تعالى يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً و معلوم أنه لا يحشر إلى شيء من كان عند ذلك الشيء و لما كان الاتقاء و الخوف من حكم المتقي منه و هو الاسم الشديد العقاب و السريع الحساب فكان المتقي في حكم أمثال هذه الأسماء الإلهية فحشرهم اللّٰه يوم القيامة إلى الرحمن و زال عنهم حكم هؤلاء الأسماء الآخر فإن كان الأمر على هذا فقد يكون خروج شفاعة و إن لم يكن فهو خروج امتنان و هبة.و علم صور الأعراض عن الحق و الكل في قبضته.و علم ما يتميز به الإنسان من سائر الحيوان كله و النبات و الجماد و الملائكة مخلوقون في المعارف إلا لطيفة الإنسان و إنها تخالف سائر المخلوقات في الخلق و هل العقل الذي في الإنسان وجد لاقتناء العلوم أو لدفع الهوى خاصة ما له غير ذلك و هذه المسألة من مسائل سهل بن عبد اللّٰه التستري ما رأيت غيره ذكرها و لا وصلت إلينا إلا من طريقه و علوم هذا المنزل لا تحصى كثرة فاقتصرنا من ذلك على ما ذكرناه فإنه كالأمهات لما بقي في المنزل من العلوم وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الحادي عشر و ثلاثمائة في معرفة منزل النواشئ الاختصاصية الغيبية من الحضرة المحمدية»



دثروني زملوني قول من خصه الرحمن بالعلم الحسن
حين جلى الروح بالأفق له و هو في غار حراء قد سجن
نفسه فيه لأمر جاءه في غيابات الفؤاد المستكن
لتجل قام في خاطره صورة مجموعة من كل فن
سورة سينية صادية جمع السر لديها و العلن
فأتى يرجف منها هيبة غادة تؤنسه حتى سكن
سألته ما الذي أقلقه قال أمر قد نفى عني الوسن
هو أن اللّٰه قد أكرمني بالذي أكرم أصحاب اللسن
من رسول و نبي مجتبى في علوم و بلاء و محن
كلما أحضره في خلدي حن قلبي لتجليه و أن
فلذا يقلقني مشهده و لذا أزهد في دندن دن
اعلم أنه ليلة تقييدي هذا الباب رأيت رؤيا سررت بها و استيقظت و أنا أنشد بيتا كنت قد عملته قبل هذا في نفسي و هو من باب الفخر و هو

في كل عصر واحد يسمو به و أنا لباقي العصر ذاك الواحد
و ذلك أني ما أعرف اليوم في علمي من تحقق بمقام العبودية أكثر مني و إن كان ثم فهو مثلي فإني بلغت من العبودية غايتها فأنا العبد المحض الخالص لا أعرف للربوبية طعما رىء يوما عتبة الغلام و هو يخطر في مشيته شغل التائه المعجب بنفسه فقيل له يا عتبة ما هذا التيه الذي أنت فيه و لم يكن يعرف هذا منك قبل اليوم فقال و حقيق لمثلي أن يتيه و كيف لا أتيه و قد أصبح لي مولى و أصبحت له عبدا

[أن في كل زمان لا بد من واحد فيه في كل مرتبة متبرز]

و اعلم أنه في كل زمان لا بد من واحد فيه في كل مرتبة متبرز حتى في أصحاب الصنائع و في كل علم لو تفقد ذلك الزمان وجد الأمر على ما قلناه و العبودية من جملة المراتب و اللّٰه سبحانه قد منحنيها هبة أنعم بها علي لم أنلها بعمل بل اختصاص إلهي أرجو من اللّٰه أن يمسكها علينا و لا يحول بيننا و بينها إلى أن نلقاه بها فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون و اعلم أن هذا المنزل منزل النواشئ الاختصاصية و هي عبارة عن بداية و أولية كل مقام و حال قال تعالى وَ نُنْشِئَكُمْ فِي مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ فلو كانت إعادة أرواحنا إلى أجسادنا على هذا المزاج الخاص الذي كان لنا في النشأة الدنيا لم يصح قوله تعالى فِي مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ فإنه قد قال تعالى وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولىٰ فَلَوْ لاٰ تَذَكَّرُونَ و قال كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ يعني في النشأة الآخرة إنها تشبه النشأة الدنياوية في عدم المثال فإن اللّٰه أنشأنا على غير مثال سبق

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست