responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 348

لم يخن العزيز في أهله و علمت أنه أحق بهذا الوصف منها في حقه فما برأت نفسها بل قالت إِنَّ النَّفْسَ لَأَمّٰارَةٌ بِالسُّوءِ فمن فتوة يوسف ع إقامته في السجن بعد أن دعاه الملك إليه و ما علم قدر ذلك إلا رسول اللّٰه ص حيث قال عن نفسه لأجبت الداعي ثناء على يوسف فقلت له فالاشتراك في إخبار اللّٰه عنك إذ قال وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا و لم يعين فيما ذا يدل في اللسان على أحدية المعنى فقال و لهذا قلت للملك على لسان رسوله أن يسأل عن النسوة و شأن الأمر فما ذكرت المرأة إلا أنها راودته عن نفسه و ما ذكرت أنه راودها فزال ما كان يتوهم من ذلك و لما لم يسم اللّٰه في التعبير عن ذلك أمرا و لا عين في ذلك حالا فقلت له لا بد من الاشتراك في اللسان قال صدقت فإنها همت بي لتقهرني على ما تريده مني و هممت أنا بها لأقهرها في الدفع عن ذلك فالاشتراك وقع في طلب القهر مني و منها فلهذا قال وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ يعني في عين ما هم بها و ليس إلا القهر فيما يريد كل واحد من صاحبه دليل ذلك قولها اَلْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رٰاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ و ما جاء في السورة قط إنه راودها عن نفسها فأراه اللّٰه البرهان عند إرادته القهر في دفعها عنه فيما تريده منه فكان البرهان الذي رآه أن يدفع عن نفسه بالقول اللين كما قال لموسى و هارون فَقُولاٰ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً أي لا تعنف عليها و تسبها فإنها امرأة موصوفة بالضعف على كل حال فقلت له أفدتني أفادك اللّٰه ثم ودعته و انصرفت إلى إدريس ع فسلمت عليه فرد و سهل و رحب و قال أهلا بالوارث المحمدي فقلت له كيف أبهم عليك الأمر على ما وصل إلينا فما علمت أمر الطوفان بحيث لا تشك فيه و النبي واقف مع ما يوحى به إليه فقال وَ أَرْسَلْنٰاهُ إِلىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فهذا مما أوحى به إلي قلت له وصلني عنك إنك تقول بالخرق فقال فلو لا الخرق ما رفعت مكانا عليا فقلت فأين مكانتك من مكانك فقال الظاهر عنوان الباطن قلت بلغني أنك ما طلبت من قومك إلا التوحيد لا غير قال و ما فعلوا فإني كنت نبيا أدعو إلى كلمة التوحيد لا إلى التوحيد فإن التوحيد ما أنكره أحد قلت هذا غريب ثم قلت يا واضع الحكم الاجتهاد في الفروع مشروع عندنا و أنا لسان علماء الزمان قال و في الأصول مشروع فإن اللّٰه أجل أن يكلف نفسا إلا وسعها : قلت فلقد كثر الاختلاف في الحق و المقالات فيه قال لا يكون إلا كذلك فإن الأمر تابع للمزاج قلت فرأيتكم معاشر الأنبياء ما اختلفتم فيه فقال لأنا ما قلناه عن نظر و إنما قلناه عن إل واحد فمن علم الحقائق علم إن اتفاق الأنبياء أجمعهم على قول واحد في اللّٰه بمنزلة قول واحد من أصحاب النظر قلت فهل الأمر في نفسه كما قيل لكم فإن أدلة العقول تحيل أمورا مما جئتم به في ذلك فقال الأمر كما قيل لنا و كما قال من قال فيه فإن اللّٰه عند قول كل قائل و لهذا ما دعونا الناس إلا إلى كلمة التوحيد لا إلى التوحيد و من تكلم في الحق من نظره ما تكلم في محظور فإن الذي شرع لعباده توحيد المرتبة و ما ثم إلا من قال بها قلت فالمشركون قال ما أخذوا إلا بالوضع فمن حيث كذبوا في أوضاعهم و اتخذوها قربة و لم ينزلوها منزلة صاحب تلك الرتبة الأحدية قلت فإني رأيت في واقعتي شخصا بالطواف أخبرني أنه من أجدادي و سمي لي نفسه فسألته عن زمان موته فقال لي أربعون ألف سنة فسألته عن آدم لما تقرر عندنا في التأريخ لمدته فقال لي عن أي آدم تسأل عن آدم الأقرب فقال صدق إني نبي اللّٰه و لا أعلم للعالم مدة نقف عندها بجملتها إلا أنه بالجملة لم يزل خالقا و لا يزال دنيا و آخرة و الآجال في المخلوق بانتهاء المدد لا في الخلق فالخلق مع الأنفاس يتجدد فما أعلمناه علمناه و لاٰ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّٰ بِمٰا شٰاءَ فقلت له فما بقي لظهور الساعة فقال اِقْتَرَبَ لِلنّٰاسِ حِسٰابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ قلت فعرفني بشرط من شروط اقترابها فقال وجود آدم من شروط الساعة قلت فهل كان قبل الدنيا دار غيرها قال دار الوجود واحدة و الدار ما كانت دنيا إلا بكم و الآخرة ما تميزت عنها إلا بكم و إنما الأمر في الأجسام أكوان و استحالات و إتيان و ذهاب لم يزل و لا تزال قلت ما ثم قال ما ندري و ما لا ندري قلت فأين الخطاء من الصواب قال الخطاء أمر إضافي و الصواب هو الأصل فمن عرف اللّٰه و عرف العالم عرف أن الصواب هو الأصل المستصحب الذي لا يزال و أن الخطاء بتقابل النظرين و لا بد من التقابل فلا بد من الخطاء فمن قال بالخطإ قال بالصواب و من قال بعدم الخطاء قال صوابا و جعل الخطاء من الصواب قلت من أي صفة صدر العالم قال من الجود قلت هكذا سمعت بعض الشيوخ يقول قال صحيح ما قال قلت و إلى ما ذا يكون المال بعد انتقالنا من يوم العرض قال رحمة اللّٰه وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ قلت أي شيء قال الشيئيتان فالباقي أبقاه برحمته و الذي

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست