responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 313

فيمن رويت له أو رآها لنفسه ما أثبت الشارع لذلك الخوف مزيلا و هو قوله أن يتفل صاحب الرؤيا المفزعة على يساره ثلاثا و يستعيذ بالله من شر ما رأى فإنها لا تضره و ليتحول من شقه الذي كان عليه نائما حين الرؤيا إلى شقه الآخر فإنها تتحول بتحوله كما يحول صاحب الاستسقاء رداءه عند الدعاء فيحول اللّٰه حالة الجدب بالخصب و يرمي شرها عمن اتخذه معاذا فلم يؤثر فيه إذ هو ليس بمحل للأثر و إن كان قد ورد و لكن على وجه خاص فقد ورد في الشرع أن العبد يفعل فعلا يسخط به ربه و يفعل فعلا يرضي به ربه و فيه علم في أي صورة يستعمل الدليل العقلي و في أي صورة لا يستعمل و فيه علم حقائق الأشياء التي بالعلم بها يصح أن تكون معلومات و فيه علم الحدود الإلهية الموضوعة في العالم في الدنيا و الآخرة و تنتهي أوقاتها و فيه علم العلم المولد من غير المولد علم ما ظهر عن الفكر و التدبر و الرؤية و فيه علم مقارعة الوجود العدم و في أي حضرة أو ميدان يجتمعان و ليس لهما ميدان مقارعة إلا الممكنات فالمرجح غالب و المرجوح مغلوب و فيه علم التوحيد الإلهي و أماكنه ستة و ثلاثون و فيه علم ما يعلل و ما لا يعلل و فيه علم ما ينبغي أن يتخذ عدة للشدائد من الأسباب و غيرها و ما ثم غير سبب تدفع به و فيه علم الفصل و الوصل و لهما بابان في هذا الكتاب و فيه علم الأصل الذي منه أو به ظهرت الأكوان و أعيان العالم و فيه علم من هو العالم و من يحفظ عليه صورته و من لا يحفظ عليه صورته و فيه علم نسبة الحركة إلى العالم العلوي و ما يطلب بتلك الحركة و فيه علم الانتقال من حال إلى حال و ما أصل ذلك و فيه علم نشأة الإنسان على الانفراد و أعني بالإنسان الإنسان الحيوان و فيه علم التثبت في الأمور و ما سبب و ما ينتج و فيه علم العجز و القصور و من هو أهله و فيه علم الحافظ و الحفظ و المحفوظ من حيث ما هو محفوظ و المحفوظ به و فيه علم الزيادة و النقص و أن الدنيا من حين خلقها اللّٰه ما زالت تنقص و أن الآخرة من حين شرع النقص في الدنيا ما زالت تزيد فيه في كل يوم في مزيد و الدنيا في كل يوم أيضا في نقص و فيه علم من علم أنه لا يكون منه كون كذا لما طولب بكون ذلك كمن يطلب القيام من المقعد الذي لا يصح منه القيام و لما ذا يريده مع علمه بأنه لا يستطيعه و فيه علم عناية الحق بعبده في حال لا يتصف فيه العبد بالعقل و لا بالوجود كأبي يزيد و أمثاله من الأولياء و كعيسى و يحيى من الأنبياء و فيه علم إقامة الحجج و فيه علم ما يستقل العقل بإدراكه مما لا يستقل بإدراكه و فيه علم طيب الخبيث عند الخبيث و فيه علم نسبة الإصابة لكل مجتهد و معنى نسبة الخطاء إلى المجتهد و أن ذلك الخطاء علم في نفس الأمر و حكم اللّٰه و فيه علم الصنائع العملية بالفطرة و الرؤية و التعليم فهذه ثلاثة أحوال فهي بالفطرة في الحيوان و بالتعليم في الضعيف العقل و الرؤية و بالرؤية و التدبير في القوي العقل الصحيح الفكر و النظر و فيه علم ما يتقى و من يتقي و بما ذا يتقى و أصناف المتقين و فيه علم الفرق بين البلاء و الابتلاء و فيه علم القرين الصالح هل الصلاح فيه بالجعل أو بالأصالة و فيه علم حكم الجزاء الوفاق المناسب بالاتفاق و فيه علم أحوال الندم و متى يتعين وقته و فيه علم التبديل و التحويل في الصور مع بقاء العين و هل ينتقل الاسم بانتقال الحال أم لا و فيه علم ترتيب الكتب الإلهية مع أن الكلام واحد في نفسه و كيف ينسب للمتأخر التقدم على من هو متأخر عنه و فيه علم ما تعطيه العبادة من العلوم و فيه علم عموم رحمة المخلوق و هو من أسنى العلوم و أخفاها و فيه علم ما يمكن أن يكون فيه التساوي بين المخلوقات و بين ما لا يكون و فيه علم التنزيه و مكانة الخلق من الحق و الحق من الخلق وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الرابع و الستون و ثلاثمائة في معرفة منزل سرين من عرفهما نال الراحة في الدنيا و الآخرة و الغيرة الإلهية»



إذا ما قام شخص عن سواه بأحكام فذاك المستناب
فإن لم يستنبه و قام فيها فلا شك لديه و لا ارتياب
و لو يدعو عليه إذا تعدى لكان دعاؤه فيه يجاب
لصدق الوعد و الإخلاص فيه يصيب إذا يريد و لا يصاب

[لم يزل كل شيء عند اللّٰه بالفعل في عباده ما عنده شيء بالقوة]

هذا منزل البشري الإلهية بالراحة التي أوجبها الاعتناء الإلهي بمن بشر بها من عباد اللّٰه الصالحين إلى يوم القيامة و في القيامة فإن اللّٰه لم يزل كل شيء عنده بالفعل في عباده ما عنده شيء بالقوة فوردت التعريفات الإلهية إليه بما كان لله فيه

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست