responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 232

علم طهارة النفوس هل طهارتها ذاتية أو مكتسبة و فيه علم فضل الشهادتين و ما يحمد من الشرك و ما يذم و فيه علم مرتبة المؤمن من غيره مع الاشتراك في الإنسانية و لوازمها و حدودها و الذي وقع به التمييز موجود في كل إنسان لأنه محقق في نفس الأمر فنسبته إلى كل إنسان نسبة واحدة فلما ذا خصص به المؤمن من غيره و فيه علم مراعاة الأكوان من الأكابر دون الحق هل ذلك من الرحمة بهم أو هو من خور الطبع و فيه علم مرتبة الواجبات الإلهية و فيه علم الشروط و الشهادة و القضايا المبثوثة في العالم و فيه علم الانتساب إلى اللّٰه و من ينبغي أن ينسب إلى اللّٰه و بما ذا يقع النسب إلى اللّٰه الزائد على العبودة و فيه علم غريب و هو نزول الحق إلى العالم في صفاتهم أو عروج العالم إلى اللّٰه بصفاته فإن الأمر فيه في غاية الغموض فإن أكثر العلماء بالله يقولون إن الحق نزل إلى نعوت عباده و الحقائق تأبى ذلك و الكشف و فيه علم الأنوار النبوية المقتبسة من السبحات الإلهية لا الوجهية و فيه علم النقض بعد الإبرام فلما ذا أبرم و فيه علم الاختصاص و أهله في المحسوس و المعقول و فيه علم قرب النفوس و بعدها من الحضرة الإلهية و فيه علم التحجير على الأكابر من العلماء بالله و شهودهم لا يقضى به و فيه علم الآداب الإلهية و ما ذا حجب اللّٰه عن عباده من المعارف و هل المعارف هي العلوم أو تختلف حقائقها كما اختلفت أسماؤها و فيه علم النفوس و الأرواح هل هما شيء واحد أو يفترقان و فيه علم السبب الذي لأجله ظهر السلام في كل ملة و في الملائكة قال تعالى سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ بِمٰا صَبَرْتُمْ و فيه علم الاسم الإلهي الصبور هل للاسم الحليم فيه حكم أم لا و فيه علم أسباب رفع الأذى من بعض العالم و هل يرتفع من العالم حتى لا يبقى له حكم أم لا و فيه علم فضل ما سوى الإنسان على الإنسان هل هو عام من جميع الوجوه أو يفضل عليه في شيء و يفضل هو على غيره في شيء و ما العلة في ذلك وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الثاني و الخمسون و ثلاثمائة في معرفة منزل ثلاثة أسرار طلسمية مصورة مدبرة من الحضرة المحمدية»



يا قرة العين إن القلب يهواك لولاك ما كنت في قتلاك لولاك
ما لي سوى عين مالي قد علمت به فإن رضيت بذاك القدر أغناك
إن الوجود له فقر و مسكنة إلى الكمال فبيت الفقر مأواك
لا تعجزن لإدراك الكمال فما في الكون من يعرف المطلوب إلاك

[سمي الطلسم بهذا الاسم لمقلوبه يعني أنه مسلط على كل من وكل به]

اعلم أيدك اللّٰه أنه إنما سمي الطلسم بهذا الاسم لمقلوبه يعني أنه مسلط على كل من وكل به فكل مسلط طلسم ما دام مسلطا فمن ذلك ما له تسليط على العقول و هو أشدها فإنه لا يتركها تقبل من الأخبار الإلهية و العلوم النبوية الكشفية إلا ما يدخل لها تحت تأويلها و ميزانها و إن لم يكن بهذه المثابة فلا تقبله و هذا أصعب تسليط في العالم فإن صاحبه المحجور عليه يفوته علم كثير بالله فطلسمه الفكر و سلطه اللّٰه عليه أن يفكر به ليعلم أنه لا يعلم أمر من الأمور إلا بالله فعكس الأمر هذا المسلط فقال له لا تعلم اللّٰه يا عقل إلا بي و الطلسم الآخر الخيال سلطه اللّٰه على المعاني يكسوها مواد يظهرها فيها لا يتمكن لمعنى يمنع نفسه منه و الطلسم الثالث طلسم العادات سلطه اللّٰه على النفوس الناطقة فهي مهما فقدت شيئا منها جرت إليه تطلبه لما له عليها من السلطان و قوة التأثير و ما يتميز الرجال إلا في رفع هذه الطلسمات الثلاثة

فأما الطلسم الأول

فرأيت جماعة من أهل اللّٰه قد استحكم فيهم سلطانه بحيث إنهم لا يلتذون بشيء من العلوم الإلهية التذاذهم بعلم يكون فيه رائحة فكر فيكونون به أعظم لذة من علمهم بما يعطيهم الايمان المحض بنوره الذي هو أكشف الأنوار و أوضحها بيانا و سبب ذلك ما نذكره و ذلك أن نور الايمان وهب إلهي ليس فيه من الكسب شيء و لا أثر للادلة فيه البتة فإنا قد رأينا من حصل العلم بالأدلة و بما دلت عليه بحيث لا يشك و مع هذا لا أثر للإيمان فيه بوجه من الوجوه فلما خرج عن كسب العبد فكأنه إذا فرح بما أعطاه نور الايمان من العلم فرح بما ليس له و أنه إذا أعمل الفكر في تحصيل علم بأمر ما و حصل له عن فكره و نظره فيه و اجتهاده كان له تعمل و اكتساب فكانت لذته بما هو كسب له أعظم مما ليس له فيه كسب لأنه فيما اكتسبه خلاق و لم يكن ذلك من هؤلاء إلا لجهلهم بأصولهم و بنفوسهم لأنهم لو علموا أنهم ما خرجوا من العدم إلى الوجود إلا بالمنة و الوهب و هبة اللّٰه لهم فأوجدهم فلم يكن لهم تعمل في ذلك و هم في غاية من الالتذاذ بوجودهم فكانوا على ما يعطي هذا الأصل أفرح بعلوم الوهب الذي يعطيهم نور الايمان من الذي يعطيهم الفكر بنظره

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست