responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 221

مجبور في مثل هذا مكره على أن يريد الوقاع و لا يظهر حكم إرادته إلا بالوقوع و لا يكون الوقاع إلا بعد الانتشار و وجود الشهوة و حينئذ يعصم نفسه من المكره له على ذلك المتوعد له بالقتل إن لم يفعل فصح الإكراه في مثل هذا بالباطن بخلاف الكفر فإنه يقنع فيه بالظاهر و إن خالفه الباطن فالزاني يشتهي و يكره تلك الشهوة فإنه مؤمن و لو لا أن الشهوة إرادة بالتذاذ لقلنا إنه غير مريد لما اشتهاه

من يشتهي الأمر قد نراه غير مريد لما اشتهاه
لكنه اضطر فاشتهاه في ظاهر الأمر إذ رآه
فقل له يحتمي عساه ينفعه اللّٰه إذ حماه
قد قلت قولا إن كان حقا عساه يجري إلى مداه
أداء الحقوق من الواجب على شاهد أو على غائب
و ما ثم إلا حقوق فمن يقوم بها قام بالواجب
و من لم يقم بأداء الحقوق دعته الشريعة بالغاصب

«وصل»الممكن إذا وجد لا بد من حافظ يحفظ عليه وجوده

و بذلك الحافظ بقاؤه في الوجود كان ذلك الحافظ ما كان من الأكوان فالحفظ خلق لله فلذلك نسب الحفظ إليه لأن الأعيان القائمة بأنفسها قابلة للحفظ بخلاف ما لا يقوم بنفسه من الممكنات فإنه لا يقبل الحفظ و يقبل الوجود و لا يقبل البقاء فليس له من الوجود غير زمان وجوده ثم ينعدم و متعلق الحفظ إنما هو الزمان الثاني الذي يلي زمان وجوده فما زاد فالله حفيظ رقيب و العين القائمة بنفسها محفوظة مراقبة و حافظ الكون حفيظ زمان وجوده و الحق مراقب بفتح القاف للعبد غير محفوظ له فإنه لا يقبل أن يكون محفوظا فإنه الصمد الذي لا مثل له أ لا تراه قد قال لنبيه ع ما يقوله لمن عبد غير اللّٰه ينبههم أن كل ما سوى اللّٰه من معبود يطلب بذاته من يحفظ عليه بقاء وجوده فقال له يا محمد قُلْ أَ غَيْرَ اللّٰهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لاٰ يُطْعَمُ و قد قرى الثاني في الشاذ بفتح الياء فكل موجود له بقاء في وجوده فلا بد من حافظ كياني يحفظ عليه وجوده و ذلك الحافظ خلق لله و هو غذاء هذا المحفوظ عليه الوجود فلا تزال عينه و إن تغيرت صورته ما دام اللّٰه يغذيه بما به بقاؤه من لطيف و كثيف و مما يدرك و مما لا يدرك فالسعيد من الحافظين هو من يرى أنه مجعول للحفظ قال تعالى وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحٰافِظِينَ و ليس هؤلاء من حفظة الوجود و إنما هؤلاء هم المراقبون أفعال العباد و إنما الحفظة العامة في قوله وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً فنكر فدخل تحت هذا اللفظ حفظة الوجود و حفظة الأفعال

إذا قلت إن اللّٰه يحفظ خلقه فما هو إلا خلقه ما به الحفظ
فهذا هو المعنى الذي قد قصدته و دل عليه من عبارتنا اللفظ
فلا تلفظن ما قلت فيه فإنه سيرديك إن حققته ذلك اللفظ

«وصل»القلم و اللوح أول عالم التدين و التسطير

و حقيقتهما ساريتان في جميع الموجودات علوا و سفلا و معنى و حسا و بهما حفظ اللّٰه العلم على العالم و لهذا

ورد في الخبر عنه ص قيدوا العلم بالكتابة و من هنا كتب اللّٰه التوراة بيده و من هذه الحضرة اتخذ رسول اللّٰه ص و جميع الرسل ع كتاب الوحي و قال كِرٰاماً كٰاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مٰا تَفْعَلُونَ و قال في كتاب لاٰ يُغٰادِرُ صَغِيرَةً وَ لاٰ كَبِيرَةً إِلاّٰ أَحْصٰاهٰا و قال وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنٰاهُ فِي إِمٰامٍ مُبِينٍ و قال فِي كِتٰابٍ مَكْنُونٍ و قال فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ و قال وَ نَكْتُبُ مٰا قَدَّمُوا وَ آثٰارَهُمْ و الكتب الضم و منه سميت الكتيبة كتيبة لانضمام الأجناد بعضهم إلى بعض و بانضمام الزوجين وقع النكاح في المعاني و الأجسام فظهرت النتائج في الأعيان فمن حفظ عليها هذا الضم الخاص أفادته علو ما لم تكن عنده و من لم يحفظ هذا الضم الخاص المفيد العلم لم يحصل على طائل و كان كلاما غير مفيد

إذا كان إنتاج فلا بد من ضم و ما كل موجود يكون عن الضم

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست