responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 1  صفحة : 677

على كل حال فإنه مسير على كل حال و من رأى أنه يسير لا غير فهو بحكم ما بعثه على السير فإن كان بعثه باعث يقتضي الإحرام أحرم فإنه كمن أراد الحج أو العمرة أو هما معا و إن كان باعثه غير ذلك فهو بحسب باعثه كما قاله صلى اللّٰه عليه و سلم لمن أراد الحج و العمرة و

قال صلى اللّٰه عليه و سلم في الصحيح أيضا إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى فليس له أن يحرم و هو لم ينو حجا و لا عمرة و ما عندنا شرع يوجب عليه أن ينوي الحج أو العمرة و لا بد ثم فسر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لنا ما أراد و ما حجر و لا ذم

فقال فمن كانت هجرته إلى اللّٰه و رسوله فهجرته إلى اللّٰه و رسوله و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه

(وصل في فصل ميقات الزمان)

يقول اللّٰه تعالى اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ فمن قائل هي شوال و ذو القعدة و ذو الحجة و به أقول و من قائل شوال و ذو القعدة و تسع من ذي الحجة و من قائل في أي وقت شاء من السنة و كذلك العمرة في أي وقت شاء من السنة و كرهها بعضهم في يوم عرفة و يوم النحر و أيام التشريق و اختلفوا في تكرارها في السنة الواحدة فمنهم من استحب عمرة في كل سنة و كره ما زاد على ذلك و منهم من قال لا كراهة في ذلك و به أقول

[الزمان الذي فوق الطبيعة و الزمان الذي تحت الطبيعة]

اعلم أن الميقات الزماني إنما عينه الاسم الإلهي الدهر و اعلم أن الزمان منه ما هو فوق الطبيعة و هو مذهب المتكلمين و منه ما هو تحت الطبيعة فله الحكم العام فالذي له من الحكم تحت الطبيعة فحكم جسماني يتميز بحركات الأفلاك و الزمان في نفسه معقول و الطريق إلى معقوليته الوهم فهو امتداد متوهم تقطعه حركات الأفلاك كالخلاء امتداد متوهم لا في جسم فحاصله على هذا القول أنه عدم لا وجود و أما الزمان الذي فوق الطبيعة فتميزه الأحوال و تعينه في أمر وجودي يلقيه إلى العقل الاسم الدهر و تصحبه لفظة متى في لسان العرب فمتى يصحب الزمان الطبيعي و غير الطبيعي و قد وقع في الأمور و النسب الإلهية و الزمانية نسبة الزمان و المكان و هما ظرفان ففي المكان

قول رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم للسوداء أين اللّٰه و قوله تعالى هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمٰامِ فذكر اعتقادهم و ما جرح و ما صوب و لا أنكر و لا عرف و مثل هذا في الشرع كثير و في الزمان قوله سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ و لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ

[الدهر الزمانى مظهر للاسم الإلهي الدهر]

و

قد ورد في الصحيح لا تسبوا الدهر فإن اللّٰه هو الدهر تنزيها لهذه اللفظة أي أنها من الألفاظ المشتركة كالعين و المشتري فالدهر الزماني مظهر للاسم الدهر و الاسم بالفعل هو الظاهر فيه و الفعل في الكون للظاهر لا للمظهر و حكم المظهر إنما هو في الظاهر حيث سماه بنفسه و لهذا تأوله من تأوله فقال معناه إنه الفاعل في الدهر و هذا خطأ بين لأنه لم يفرق بين الفعل من حيث نسبته إلى الفاعل و نسبته إلى المفعول فالحق فاعل و المفعول واقع في الدهر و الفعل حال بين الفاعل و المفعول و لم يفرق هذا المتأول بين الفاعل و المفعول فهلا سلم علم ذلك لقائله و هو اللّٰه تعالى و لا تأوله تأول من لا يعرف ما يستحقه جلال اللّٰه من التعظيم

(وصل في فصل الإحرام)

[الحج في مراسمه و في حقائقه]

و هو أول التلبس بهذه العبادة(حكاية الشبلي في ذلك)قال صاحب الشبلي و هو صاحب الحكاية عن نفسه قال لي الشبلي عقدت الحج قال فقلت نعم فقال لي فسخت بعقدك كل عقد عقدته منذ خلقت مما يضاد ذلك العقد فقلت لا فقال لي ما عقدت ثم قال لي نزعت ثيابك قلت نعم فقال لي تجردت من كل شيء فقلت لا فقال لي ما نزعت ثم قال لي تطهرت قلت نعم فقال لي زال عنك كل علة بطهرك قلت لا قال ما تطهرت ثم قال لي لبيت قلت نعم فقال لي وجدت جواب التلبية بتلبيتك مثله قلت لا فقال ما لبيت ثم قال لي دخلت الحرم قلت نعم قال اعتقدت في دخولك الحرم ترك كل محرم قلت لا قال ما دخلت ثم قال لي أشرفت على مكة قلت نعم قال أشرف عليك حال من الحق لإشرافك على مكة قلت لا قال ما أشرفت على مكة ثم قال لي دخلت المسجد قلت نعم قال دخلت في قربه من حيث علمت قلت لا قال ما دخلت المسجد ثم قال لي رأيت الكعبة فقلت نعم فقال رأيت ما قصدت له فقلت لا قال ما رأيت الكعبة ثم قال لي رملت ثلاثا و مشيت أربعا فقلت نعم فقال هربت من الدنيا هربا علمت أنك قد فاصلتها و انقطعت عنها و وجدت بمشيك الأربعة أمنا مما هربت منه فازددت لله شكرا لذاك فقلت لا قال ما رملت ثم قال لي صافحت الحجر و قبلته قلت نعم فزعق زعقة و قال

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 1  صفحة : 677
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست