responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 1  صفحة : 58

الأكوان و لا كون لهذا كما قيل

ظهرت لما أبقيت بعد فنائه فكان بلا كون لأنك كنته
فالحمد لله الذي جعلني من أهل الإلقاء و التلقي فنسأله سبحانه أن يجعلنا و إياكم من أهل التداني و الترقي ثم أرجع و أقول إن فصول حروف المعجم تزيد على أكثر من خمسمائة فصل و في كل فصل مراتب كثيرة فتركنا الكلام عليها حتى نستوفيه في كتاب المبادي و الغايات إن شاء اللّٰه و لنقتصر منها على ما لا بد من ذكره بعد ما نسمي من مراتبها ما يليق بكتابنا هذا و ربما نتكلم على بعضها و بعد ذلك نأخذها حرفا حرفا حتى تكمل الحروف كلها إن شاء اللّٰه ثم نتبعها بإشارات من أسرار تعانق اللام بالألف و لزومه إياه و ما السبب لهذا التعشق الروحاني بينهما خاصة حتى ظهر ذلك في عالم الكتابة و الرقم فإن في ارتباط اللام بالألف سرا لا ينكشف إلا لمن أقام الألف من رقدتها و حل اللام من عقدتها و اللّٰه يرشدنا و إياكم لعمل صالح يرضاه منا انتهى الجزء الرابع و الحمد لله

«ذكر بعض مراتب الحروف»

>بسم اللّٰه الرحمن الرحيم< اعلم وفقنا اللّٰه و إياكم أن الحروف أمة من الأمم مخاطبون و مكلفون و فيهم رسل من جنسهم و لهم أسماء من حيث هم و لا يعرف هذا إلا أهل الكشف من طريقنا و عالم الحروف أفصح العالم لسانا و أوضحه بيانا و هم على أقسام كأقسام العالم المعروف في العرف فمنهم عالم الجبروت عند أبي طالب المكي و نسميه نحن عالم العظمة و هو الهاء و الهمزة و منهم العالم الأعلى و هو عالم الملكوت و هو الحاء و الخاء و العين و الغين و منهم العالم الوسط و هو عالم الجبروت عندنا و عند أكثر أصحابنا و هو التاء و الثاء و الجيم و الدال و الذال و الراء و الزاي و الظاء و الكاف و اللام و النون و الصاد و الضاد و القاف و السين و الشين و الياء الصحيحة و منهم العالم الأسفل و هو عالم الملك و الشهادة و هو الباء و الميم و الواو الصحيحة و منهم العالم الممتزج بين عالم الشهادة و العالم الوسط و هو الفاء و منهم عالم الامتزاج بين عالم الجبروت الوسط و بين عالم الملكوت و هو الكاف و القاف و هو امتزاج المرتبة و يمازجهم في الصفة الروحانية الطاء و الظاء و الصاد و الضاد و منهم عالم الامتزاج بين عالم الجبروت الأعظم و بين الملكوت و هو الحاء المهملة و منهم العالم الذي يشبه العالم منا الذين لا يتصفون بالدخول فينا و لا بالخروج عنا و هو الألف و الياء و الواو المعتلتان فهؤلاء عوالم و لكل عالم رسول من جنسهم و لهم شريعة تعبدوا بها و لهم لطائف و كثائف و عليهم من الخطاب الأمر ليس عندهم نهي و فيهم عامة و خاصة و خاصة الخاصة فالعامة منهم الجيم و الضاد و الخاء و الدال و الغين و الشين و منهم خاصة الخاصة و هو الألف و الياء و الباء و السين و الكاف و الطاء و القاف و التاء و الواو و الصاد و الحاء و النون و اللام و الغين و منهم خلاصة خاصة الخاصة و هو الباء و منهم الخاصة التي فوق العامة بدرجة و هو حروف أوائل السور مثل الم و المص و هي أربعة عشر حرفا الألف و اللام و الميم و الصاد و الراء و الكاف و الهاء و الياء و العين و الطاء و السين و الحاء و القاف و النون و منهم حروف صفاء خلاصة خاصة الخاصة و هو النون و الميم و الراء و الباء و الدال و الزاي و الألف و الطاء و الياء و الواو و الهاء و الظاء و الثاء و اللام و الفاء و الصين و منهم العالم المرسل و هو الجيم و الحاء و الخاء و الكاف و منهم العالم الذي تعلق بالله و تعلق به الخلق و هو الألف و الدال و الذال و الراء و الزاي و الواو و هو عالم التقديس من الحروف الكروبيين و منهم العالم الذي غلب عليه التخلق بأوصاف الحق و هو التاء و الثاء و الحاء و الذال و الزاي و الظاء المعجمة و النون و الضاد المعجمة و الغين المعجمة و القاف و الشين المعجمة و الفاء عند أهل الأنوار و منهم العالم الذي قد غلب عليهم التحقق و هو الباء و الفاء عند أهل الأسرار و الجيم و منهم العالم الذي قد تحقق بمقام الاتحاد و هو الألف و الحاء و الدال و الراء و الطاء اليابسة و الكاف و اللام

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست