responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 1  صفحة : 10

يَعْقُوبَ قَضٰاهٰا و ما أحس بي من ذلك الجمع المكرم إلا أبو عبد اللّٰه بن المرابط كليمهم المبرز المقدم و لكن بعض إحساس و الغالب عليه في أمري الالتباس و أما الشيخ المسن المرحوم جراح فكنت قد تكاشفت معه على نية في حضرة عليه و لم أزل بعد مفارقتي حضرة الولي أبقاه اللّٰه له ذاكرا و لأحواله شاكرا و بمناقبه ناطقا و لآدابه عاشقا و ربما سطرت من ذلك في الكتب ما سارت به الركبان و شهر في بعض البلدان و قد وقف الولي عليه و رأى بعض ما لديه فقد ثبت له الود مني قبل سبب يقتضيه و غرض عاجل أو آجل يثبته في النفس و يمضيه ثم كان الاجتماع بالولي تولاه اللّٰه بعد ذلك بأعوام في محله الأسنى و كانت الإقامة معه تسعة أشهر دون أيام في العيش الأرغد الأهنى عيش روح و شبح و قد جاد كل واحد منا بذاته على صفيه و سمح ولي رفيق و له رفيق و كلاهما صديق و صديق فرفيقه شيخ عاقل محصل ضابط يعرف بأبي عبد اللّٰه بن المرابط ذو نفس أبية و أخلاق رضية و أعمال زكية و خلال مرضية يقطع الليل تسبيحا و قرآنا و يذكر اللّٰه على أكثر أحيانه سرا و إعلانا بطل في ميدان المعاملات فهم لما يرد به صاحب المنازل و المنازلات منصف في حاله مفرق بين حقه و محاله و أما رفيقي فضياء خالص و نور صرف حبشي اسمه عبد اللّٰه بدر لا يلحقه خسف يعرف الحق لأهله فيؤديه و يوقفه عليهم و لا يعديه قد نال درجة التمييز و تخلص عند السبك كالذهب الإبريز كلامه حق و وعده صدق فكنا الأربعة الأركان التي قام عليها شخص العالم و الإنسان فافترقنا و نحن على هذه الحال لانحراف قام ببعض هذه المحال فإني كنت نويت الحج و العمرة ثم أسرع إلى مجلسه الكريم الكرة فلما وصلت أم القرى بعد زيارتي الخليل الذي سن القرى و بعد صلاتي بالصخرة و الأقصى و زيارة سيدي سيد ولد آدم ديوان الإحاطة و الإحصاء أقام اللّٰه في خاطري أن أعرف الولي أبقاه اللّٰه بفنون من المعارف حصلتها في غيبتي و أهدى إليه أكرمه اللّٰه من جواهر العلم التي اقتنيتها في غربتي فقيدت له هذه الرسالة اليتيمة التي أوجدها الحق لأعراض الجهل تميمة و لكل صاحب صفي و محقق صوفي و لحبيبنا الولي و أخينا الذكي و ولدنا الرضي عبد اللّٰه بدر الحبشي اليمني معتق أبي الغنائم ابن أبي الفتوح الحراني و سميتها رسالة الفتوحات المكية في معرفة الأسرار المالكية و الملكية إذ كان الأغلب فيما أودعت هذه الرسالة ما فتح اللّٰه به علي عند طوافي ببيته المكرم أو قعودي مراقبا له بحرمه الشريف المعظم و جعلتها أبوابا شريفة و أودعتها المعاني اللطيفة فإن الإنسان لا تسهل عليه شدائد البداية إلا إذا عرف شرف الغاية و لا سيما إن ذاق من ذلك عذوبة الجنى و وقع منه بموقع المني فإذا حصر الباب البصر تردد عليه عين بصيرة الحكيم فنظر فاستخرج اللآلي و الدرر و يعطيه الباب عند ذلك ما فيه من حكم روحانية و نكت ربانية على قدر نفوذه و فهمه و قوة عزمه و وهمه و اتساع نفسه من أجل غطسه في أعماق بحار علمه

لما لزمت قرع باب اللّٰه كنت المراقب لم أكن باللاهي
حتى بدت للعين سبحة وجهه و إلى هلم لم تكن إلا هي
فاحطت علما بالوجود فما لنا في قلبنا علم بغير اللّٰه
لو يسلك الخلق الغريب محجتي لم يسألوك عن الحقائق ما هي
فلنقدم قبل الشروع في الكلام على أبواب هذا الكتاب بابا في فهرست أبوابه ثم أتلوه بمقدمة في تمهيد ما يتضمنه هذا الكتاب من العلوم الإلهية الإسرارية و على أثرها يكون الكلام على الأبواب على حسب ترتيبها في باب الفهرست إن شاء اللّٰه تعالى وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الأول و الحمد لله يتلوه الجزء الثاني إن شاء اللّٰه تعالى و صلى اللّٰه على محمد و على آله الطاهرين

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست