ممّا يؤسف له حقّا أنّا نجد الكثير ممّن سبرنا مؤلّفاتهم أو راجعناها ينقل عن الغير كثيرا-قد تصل إلى صفحات-ثم لا يشير إلى ذلك،بل قد يوحي ضمنا أنّه صاحب الفكرة و السبّاق لها،متجاهلا من سواه،غاضّا-بل متعدّيا-على من عداه..و هم بعد هذا في مقام آخر ما منهم إلاّ و تزل أقلامهم و يخرجون من طورهم و هم في مقام النقد و البحث،و لا نودّ وضع النقاط على الحروف..
و العجيب أنّا وجدنا لمن يؤاخذ الغير و يحصي زلاّته و سقطاته يقع أكثر من غيره في أمثال ذلك..!بل فوق ما صدر ممّن نقدهم و حاكمهم..
بل تراه-رحمه اللّه و إرضاه-لا يأبى أن يقرّ بالخطأ أو السهو فيما لو انكشف له ذلك،و قد ذكرنا نماذج جمّة سابقا،و منها ما قاله في ترجمة ثابت بن زيد [1]:..هذا منّي اشتباه!