مع ما ولع به شيخنا المترجم منذ ريعان شبابه في التأليف و التصنيف-و كان ابن بجدتها،و فارس حلبتها-و هو الذي قد كتب كتبا و رسائل في مختلف العلوم الدينية-و قد أجاد و أبدع في غالبها-ممّا يظهر منها جامعيته و إحاطته بأطراف العلوم،و براعته وسعة إطلاعه..و مع أنّه طاب رمسه لم يفارق القلم و القرطاس طوال حياته حتى نقل [1]أنّه سافر إلى الحج و استصحب معه في سفره هذا مقدارا وافرا من كتب المصادر لئلاّ ينقطع اشتغاله عن التأليف و التصنيف..
بل صرّح هو رحمه اللّه خلال بعض التراجم بأنّه يكتب الآن في سفر كربلاء مثلا و لم يستصحب الكتاب الفلاني،و قد سلفت منّا نماذج لذلك..فكان من نوادر الطائفة في كثرة التأليف،وسعة التصنيف في شتّى العلوم..
و لعلّ العجلة في التأليف،و قلّة المصادر،أو عدم وفور بعضها،و تشتّت الحال-كما صرّح بذلك-مع سعة دائرة المواضيع التي طرحت من قبله