الرجاء من طالبي العلم في هذا العصر المتعوس،و الزمان المنكوس،أن يمعنوا النظر في هذه الأوراق و يقدّروا مقدار ما أتعب به هذا المصنّف نفسه، و يلتفتوا إلى أنّ أهل العلم من الفريقين كانوا يبذلون أنفسهم و أعمارهم و راحتهم في تشييد العلوم و تنقيحها،و لم يكونوا ليتصوّروا ثمرة لدنياهم غير ذلك،و لا يقصدوا بذلك التعب العظيم إلاّ وجه اللّه تعالى و الخدمة للدّين الحنيف،و كانوا يعدّون ذلك أعظم تقدمة لآخرتهم،فما بال أغلب طلاّب علوم عصرنا اتخذوا هذا العمل الشريف وسيلة لدنياهم،و تثاقلوا عن إتعاب النفس و بذل الجدّ و الجهد حتى كأنّ التعب في هذه العلوم لا نتيجة لها[كذا]في الآخرة أصلا..! [3]و المشتكى إلى اللّه تعالى و إلى إمام العصر؛عجل اللّه تعالى فرجه و جعلنا من كل مكروه فداه.
[1] تنقيح المقال 20/3 من ذيل الكتاب[الطبعة الحجرية]. انظر:الصورة رقم(33).