قد ورد العراق بعد وفاة الشيخ الأعظم صاحب الجواهر قدّس سرّه بأربع سنين تقريبا،حيث إنّ الشيخ انتقل إلى رحمة اللّه تعالى في غرة شعبان سنة ألف و مائتين و ستّ و ستّين،و ورد الشيخ الوالد قدّس سرّه العراق في حوالي سنة السبعين [1]،و لمّا ورد كربلاء المشرّفة وجد الرجل الّذي ائتمن عنده كتب والده قدّس سرّه ميّتا و لم يجد من الكتب أثرا،و كان قد بقي من دراهمه قرب مائة و عشرين قرانا،فعزم على صرفها في القوت و الاشتغال فانتقل إلى النجف الأشرف،و أخذ في الاشتغال..فلمّا نفد ما عنده أرسل إليه رجل من أجلاّء تبريز ما كفاه مدّة،و قد كان قدّس سرّه يستشهد على مضمون الخبر [2]
[1] يظهر من هذا الكلام و الّذي سلف قبلا عدم درك شيخنا الأعظم لبحث صاحب الجواهر قدّس سرّهما،و عليه فلا نعلم وجه ما ذكره الشيخ محمّد حرز الدين في معارف الرجال 244/1 من كون صاحب الجواهر أحد أساتذته،و كذا السيّد الأمين في الأعيان و غيرهما،فتأمّل.
[2] لعلّه نظرا إلى ما ورد عنهم عليهم السلام من كون اللّه سبحانه و تعالى أبى إلاّ أنّ يجعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون،و قد عقد في الكافي 83/5-84 بابا في ذلك، و ظاهر اطلاقها عدم خصوصية لها بطالب العلم.