اسم الکتاب : مفاتيح الجنان المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 594
سلمان
بحر لا ينزف وكنز لا ينفد سلمان منا أهل البيت يمنح الحكمة ويؤتى البرهان [١].
وشبهه أمير المؤمنين عليهالسلام بلقمان الحكيم [٢]
، بل عدّه الصادق عليهالسلام
أفضل منه ، وعدّه الباقر عليهالسلام
من المتوسّمين [٣].
ويستفاد من الأحاديث أنّه كان يعرف الاسم الأعظم [٤]
وأنّه كان من المحدَّثين [٥]
ـ بفتح الدال ـ وأنّ للايمان عشرة مراتب وهو قد نال المرتبة العاشرة [٦]
، وأنه كان يعلم الغيب والمنايا [٧]
وأنّه كان قد أكل وهو في الدنيا من تحف الجنة [٨]
وأن الجنة كانت تشتاق إليه وتعشقه [٩]
وأنّه كان يحبّه الله ورسوله [١٠]
وأن الله تعالى قد أمر النبي صلىاللهعليهوآله
بحب أربعة كان سلمان أحدهم [١١]
، وأنه قد نزل في الثناء عليه وعلى أقرانه آيات من القرآن الكريم [١٢]
وأنّ جبرائيل كان إذا هبط على النبي صلىاللهعليهوآله
يأمره ان يبلغ سلمان سلاما عن الله تعالى ويطلعه على علم المنايا والبلايا
والأنساب [١٣]
وأنه كان له ليلاً مجلس يخلو [١٤]
فيه برسول الله صلىاللهعليهوآله
وأن النبي صلىاللهعليهوآله
وأمير المؤمنين عليهالسلام
قد علّماه من علم الله المخزون المكنون مالا يطيق حمله سواه وأنه قد بلغ مبلغا شهد
في حقه الصادق عليهالسلام
قائلاً :
أدرك
سلمان العلم الأول والعلم الآخِر وهو بحر لا ينزح وهو منّا أهل البيت [١٥].
وحسب الزائر ترغيباً في زيارته التأمل
في اختصاص سلمان وانفراده بين الصحابة والامّة بمنقبة عظيمة هي أن أمير المؤمنين عليهالسلام طوى المسافة بين
المدينة والمدائن في ليلة واحدة فحضر جنازته وباشر بنفسه غسله وتكفينه ثم صلّى
عليه بصفوف من الملائكة فعاد إلى المدينة في ليلته [١٦].
فيا له من الشرف الرفيع ولاُ آل الرسول وحبّهم حيث يبلغ به المر مثل هذه الدرجة
الرفيعة والمرتبة السامية.