اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 78
ذكرنا ، أصلية. وفحوى الكلام بذلك تدلك ، بإذن الله تعالى عن قريب ، لكنها
في غير ذلك ، قد يرد بعضها إلى البعض ، إما في موضع تجتمع فيه كنحو : رد فخذ وفخذ
وفخذ مثلا ، بفتح الفاء وكسرها مع سكون العين ، وبكسرهما معا إلى فخذ بفتح الفاء
وكسر العين دون أن يكن أصولا لمكان الضبط ، مع عدم ما يمنع عنه ، وهو عدم مساواة
بعضها البعض فيما تثبت له الأصالة والفرعية ، أو يحكم بالعكس من ذلك لمكان
المناسبة ، وهي كون الأكثر وقوعا في الاستعمال ، أولى بالأصالة لا محالة ، وتقرير
هذا ظاهر.
ووجه آخر ، وإن
كان دونه في القوة ، وهو كون العذر في ترك ما يترك بعد تقدير تحققه إلى ما سواه ،
أيسر منه إذا قلبت القضية مثله في ترك فخذ بفتح الفاء وكسر العين. وكذا كل فعل
ثانيه حرف حلق إلى فعل بإبطال حركة العين للتخفيف ، أو فعل بنقلها إلى الفاء ،
لذلك أيضا أو فعل باتباع الفاء العين ، لتحصيل المشاكلة. وكنحو : رد كتب جمع كتاب
، بضم الفاء وسكون العين ، إلى كتب بضمتين للضبط أيضا والمناسبة من الوجهين.
والعلة في ترك الأصل الاستخفاف. وكنحو : رد قطب بضمتين ، إلى قطب بسكون العين
للضبط ، ولأول وجهي المناسبة. وإن ذهب بك الوهم إلى شيء من إيراد الوجه الآخر
معارضا ، فتذكر ضعفه.
والعلة في ترك
الأصل طلب المشاكلة ، وإما في غير موضع ، كنحو رد فعل في [الجموع][١] بكسر الفاء وسكون العين في الأجوف اليائي : كبيض إلى
فعل فيها بضم الفاء في غير ذلك ، كسود وزرق مثلا ؛ دون أن يؤخذ أصلين للضبط أو
يعكس الحكم فيهما للمناسبة من وجهيها.
أحدهما : كون
فعل بالضم في [الجموع][٢] أكثر ، لوقوعها في الصحيح والأجوف الواوي.