اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 709
جئتهم من نوع الحكمة ، وجدت أئمتهم حيوانات ، ما تلحس إلا فضلات الفلسفة!
وهلم جرا ، من آخر وآخر ، لا إتقان لحجة ، ولا تقرير لشبهة ، ولا عثور على دقيقة ،
ولا اطلاع على شيء من أسرار ، ثم ها هم أولاء كم قد سودوا من صفحات القراطيس ،
بفنون هذيانات.
ولربما ابتليت
بحيوان من أشياعهم يمد عنقه مد اللص المصلوب ، وينفخ خياشيمه شبه الكير المستعاد ،
ويطيل لسانه كالكلب عند التثاؤب ، آخذا في تلك الهذيانات الملوثة لصماخ المستمع ،
ما أحلم إله الخلق : لا إله إلا أنت ، تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
هذا لبيان
ضلالهم على سبيل الإطلاق ، فيما يوردون من المطاعن في القرآن ولقد حان أن نشرع في
الكلام المفصل ، فنقول وبالله التوفيق.
مطاعن الضالين والرد عليهم :
إن هؤلاء ربما
طعنوا في القرآن من حيث اللفظ قائلين : فيه (مقاليد) ، جمع إقليد ، وهو معرب :
كليد. وفيه : (إستبرق) ، وهو معرب : اسطبر. وفيه : (سجيل) وأصله :
سنك كل. فأنّى
يصح أن يكون فيه هذه المعربات ، ويقال : خ خ قرآن عربيّ مّبين.
فنقول : قدروا
، لجهلكم بطرق الاشتقاق ، وأصول علم الصرف ، أن لا مجال لشيء مما ذكرتم في علم
العربية. أفجهلتم نوع التغليب؟ فما أدخلتموها في جملة كلم العرب من باب إدخال
الأنثى في الذكور ، وإبليس في الملائكة على ما سبق.
وربما طعنوا
فيه من حيث الإعراب قائلين فيه : (إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ)[١] وصوابه : إن هذين ، لوقوعه اسما لإن ، وفيه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ
هادُوا وَالصَّابِئُونَ)[٢] وصوابه : والصابئين ، لكونه معطوفا على اسم (إن) قبل
مضي الجملة ،