responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 706

وأن رجلا وقف على الحسن بن الحسن البصري ، رحمهما‌الله ، فقال : أعتمر أخرج أبادر ، فقال : كذبوا عليك ، ما كان ذلك. فإن السائل أراد : أعثمان أخرج أبا ذر؟ وأن الحسن بن وهب نهض ذات ليلة من مجلس ابن الزيات فقال : سحير ، أي : بت بخير. فقال له ابن الزيات. بنية. أي : بت به.

دهاء نساء العرب وفطنتهن :

وما ظنك بكياسة جيل قد بلغت من الدهاء نساؤهم إلى حد نقدهن للكلام ، وما يحكى أنشدت واحدة ، وكانت الخنساء [١] :

لنا الجفنات الغّر يلمعن بالضحى ...

وأسيافنا يقطرن من نجدة دما

فقالت : أي فخر يكون في : أن له ولعشيرته ولمن ينضوي إليهم ، من الجفان ما نهايتها في العدد عشر ، وكذا من السيوف؟ ألا استعمل جمع الكثرة : الجفان ، والسيوف؟ وأي فخر في أن تكون جفنة ، وقت الضحوة ؛ وهو وقت تناول الطعام ، غراء لامعة ، كجفان البائع؟ أما يشبه أن قد جعل نفسه وعشيرته بائعي عدة جفنات؟ ثم أنى يصلح للمبالغة في التمدح بالشجاعة ، وأنه في مقامها : يقطرن دما؟ كان يجب أن يتركها إلى أن : يسلن أو يفضن أو ما شاكل ذلك.

وقد اجتمع راوية جرير ، وراوية كثير ، وراوية جميل ، وراوية نصيب ، وأخذ يتعصب كل واحد لصاحبه ، ويجمع له في البلاغة قصب الرهان ، فحكموا واحدة ، وكانت : سكينة ، فقالت لراوية جرير : أليس صاحبك القائل :


[١]البيت من الطويل. وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ١٣١ ، وأسرار العربية ص ٣٥٦ وخزانة الأدب (٨ / ١٠٦ ، ١٠٧ ، ١١٠ ، ١١٦) ، ولسان العرب (١٤ / ١٣٦) (جدا) ، والمحتسب (١ / ١٨٧) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر (١ / ١٣٥).

الجفن : غمد السيف والجفن : أعظم ما يكون من القصاع.

والجفن : غطاء العين من أعلى وأسفل.

اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 706
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست