اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 689
وعن بعضهم إن
القافية هي البيت ، وعن بعضهم هي القصيدة ، وحق هذا القول أن يكون من باب إطلاق
اسم اللازم على الملزوم ، وباب تسمية المجموع بالبعض ، كقولهم : كلمة الحويدرة ،
لقصيدته. وقول كل أحد : كلمة الشهادة ، لمجموع : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمدا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقوله علت كلمته : (كَبُرَتْ كَلِمَةً
تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ)[١] والمراد بالكلمة : مجموع كلامهم ، (اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً)[٢] وقوله : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ
كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ)[٣] والمراد بالكلمة : (إِنَّهُمْ لَهُمُ
الْمَنْصُورُونَ* وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ)[٤] وقوله : (وَكَذلِكَ حَقَّتْ
كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا)[٥] والمراد بالكلمة : (أَنَّهُمْ أَصْحابُ
النَّارِ) والألزم أن لا [يصح][٦] قافية البيت ، أو قافية القصيدة ، لاستلزامه إضافة
الشيء إلى نفسه.
وتسمى : قافية
؛ لمكان التناسب ، وهو : أنها تتبع نظم البيت ، مأخوذة من : قفوت أثره ، إذا
اتبعته. والميل ، من هذه الأقوال ، إلى قول الخليل ؛ لوقوفه على أنواع علوم الأدب
نقلا وتصرفا ، واستخراجا واختراعا ، ورعاية في جميع ذلك لما يجب رعايته ، أشد حد
ما شق فيه أحد غباره ، اللهم قدس روحه ، وارحم السلف كلهم ، واكس الجميع حلل
الرضوان ، واجمعنا وإياهم في دار الثواب.
أنواع القافية باعتبار الحركات :
وإذ قد اخترنا
رأي الخليل في القافية ، وإنها على رأيه ، لا بد من اشتمالها على