responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 682

فصل : باب المتداني [١]

وهذه الأوزان هي التي عليها مدار أشعار العرب بحكم الاستقراء ، لا تجد لهم وزنا يشذ عنها ، اللهم إلا نادرا ، وأكثر الاستقراءات كذلك لا تخلو عن شذوذ شيء منها ، ولعل جميعها. ثم لا تجد ذلك النادر ، بحرا كان أو عروضا أو ضربا أو زحافا ، إلا معلوم التفرع على المستقرئ ، أو ما ترى المتداني وهو خ خ فاعلن ثماني مرات كقولنا [٢] :

زارني زورة طيفها في الكرى ...

فاعتراني لمن زارني ما اعترى

كيف تجده ظاهر التفرع على المتقارب في دائرته ، وكذا ما يتبعه من الزحافات كالخبن في قوله [٣] :

أشجاك تشتّت شعب هواك ...

فأنت له أرق وصبّ

وكالقطع في قوله :

إنّ الدنيا قد غرتنا ...

واستهوتنا واستلهتنا

على قول من يعده شعرا ، ومن يسدس مثمنه متداني في قوله [٤] :

قف على دارسات الدمن ...

بين أطلالها فابكين


[١] المتداني : هو البحر المتدارك : الذي استدركه الأخفش على الخليل.

[٢]الطيف : المس والخيال ، والكرى : النوم والنعاس. ل اللسان (٢ / ١١٠ ، ٤٥٧).

[٣]أرق : من الأرق وهو السهر. لسان اللسان (١ / ٢٤) ، وصب : من الصبابة وهي الشوق لسان اللسان (٢ / ٤).

[٤]دارس الدمن : الدمن جمع دمنة وهي آثار البعير ، المعنى : الآثار والدور التي عفت واختفت. لسان اللسان (٢ / ٤٢٢).

والأطلال : جمع طلل : وهو ما شخص من آثار الديار لسان اللسان (٢ / ١٠١).

اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 682
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست