اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 604
وتركيب
القياسات عندهم ينقسم إلى : موصول ، وهو أن يكون الدليل المودع في الدليل قد وصل
بذكر سابقته ولاحقته ، والحاصل منهما في المثال المذكور ، وإلى : مفصول ، وهو أن
يكون قد فصل عنه ذكر الحاصل من جملتيه ، كما إذا قلت : كل جسم قرين كون في جهة
معينة ، وكل كون في جهة معينة حادث ، وكل قرين حادث حادث ، وكل جسم حادث ؛ ولك أن
تجعل الوصل : عبارة عن أن يوصل الدليل بالتصريح ، بجميع ما لا بد له منه في
استلزامه للمطلوب.
والفصل : عبارة
عن ترك شيء ، إذا علم موقعه ، فنقول في قولك : هذا مساو لذاك ، وذاك مساو لذلك ،
فهذا مساو لذلك ، أنه مفصول. وفي قولك : هذا مساو لذاك ، وذاك مساو لذلك ، وكل
مساو لمساو لشيء ، مساو لذلك الشيء ، فهذا مساو لذلك ، أنه موصول. وأن تقول في
قولك : إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود ، وإن كان النهار موجودا فالأعشى يبصر ،
والشمس طالعة فالأعشى يبصر : إنه مفصول. وفي قولك : والشمس طالعة ، فالنهار موجود
، فالأعشى يبصر ، إنه [موصول][١].
القياسات الاستثنائية :
والقياس
الاستثنائي عبارة عن الاستدلال بثبوت الملزوم على ثبوت لازمه ، وبنفي اللازم على
انتفاء ملزومه ، دون مقابليهما ، إلا فيما إذا كان اللازم مساويا. لكن ذلك لا يكون
عن قوة النظم ، مثال الاستدلال بثبوت الملزوم على ثبوت اللازم : إن كان هذا إنسانا
، فهو حيوان ، لكنه إنسان ، فيحصل : هو حيوان. ومثال الاستدلال بنفي اللازم على
انتفاء ملزومه : إن كان إنسانا ، فهو حيوان ، لكنه ليس بحيوان ، فيحصل : ليس هو
بإنسان. [وهو][٢] من الدلالات الواضحة المستلزم تكذيبها الجمع بين النقيضين
استلزاما ظاهرا ، ولك أن تنزل الأول منهما منزلة الضرب الثاني من الصورة الأولى ؛
لأن قولنا : إن كان هذا إنسانا فهو حيوان في قوة : كل إنسان حيوان ، فتجعله لاحقة
،