اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 580
كون الخبر أعم.
والمثبتة
البعضية منها تنعكس كنفسها بالطريقين ، وبعضية للاحتمال المذكور.
وأما المنفية
الكلية منها فتنعكس كلية وكنفسها بحكم الخلف ، وهي أنه : إذا صدق لا شيء من
الأجسام ما دام موجودا عرض ، صدق لا شيء من الأعراض ما دام موجودا جسم ، وإلا صدق
نقيضه ، وهو : بعض الأعراض جسم ، ويلزم بحكم الافتراض بعض الأجسام عرض ، وقد كان :
لا شيء من الأجسام بعرض ، هذا خلف.
وأما الوجوديات
اللادائمة فأمرها على نحو ما ذكر.
أحكام العرفيات المطلقة :
وأما العرفيات
المطلقة : فالمثبتة الكلية منها ، وكذا البعضية تنعكسان ، بالافتراض أو بالخلف ،
بعضيتين لاعتبار احتمال أن يكون الخبر أعم ، ثم عند المتأخرين : مطلقتين عامتين لا
مطلقتين عرفيتين ، بناء منهم لذلك على المتعارف العامي من أنه : يصح أن يكون ثبوت
شيء لآخر لازما ، كثبوت الجسم للمتحرك ، في قولنا : خ خ كل متحرك جسم. وأن لا يكون
ثبوت ذلك الآخر لذلك الشيء لازما ، كثبوت المتحرك للجسم في قولنا : خ خ بعض
الأجسام متحرك. ورأينا انعكاسهما مطلقتين عرفيتين بناء على ما قدمنا.
وأما المنفية
الكلية منها ، فتنعكس كلية ، وكنفسها عرفية مطلقة ، ويبين ذلك بطريق الخلف ، وهو
أنه : إذا صدق : لا فعل بحرف ما دام فعلا ، لزم أن يصدق لا حرف بفعل ما دام حرفا ،
وإلا صدق نقيضه ، وهو : بعض الحروف فعل. إذا كان بعض الحروف فعلا ، لزم منه بعض
الأفعال حرف ، وقد كان لا شيء من الأفعال بحرف ، ويبين اللزوم تارة بطريق الافتراض
، مثل أن يفرض : أن ذلك البعض هو لفظة : خ خ من ، فتكون بعينها حرفا وفعلا ، وتكون
هي بعينها فعلا وحرفا. فيكون ما هو فعل حرفا.
وتارة بطريق
الانعكاس وهو أنه : إذا صدق بعض الحروف فعل ، صدق بعض الأفعال حرف ، على ما سبق من
انعكاس البعضية بعضية ، ولكن يلزمك في هذا الثاني أن يكون تصحيحك لعكس المثبتة
البعضية بغير الخلف ؛ لئلا يلزم الدور.
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 580