responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 521

موصوف غير مذكور ، كما تقول في عرض من يؤذي المؤمنين : خ خ المؤمن هو الذي يصلي ويزكي ولا يؤذي أخاه المسلم ، وتتوصل بذلك إلى نفي الإيمان عن المؤذي ، وكقوله علت كلمته في عرض المنافقين : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)[١] إذا فسر الغيب : بالغيبة بمعنى : يؤمنون مع الغيبة عن حضرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو عن جماعة المسلمين ، على معنى : هدى للذين يؤمنون عن إخلاص لا للذين يؤمنون عن نفاق.

أنواع الكناية :

وإذ قد وعيت ما أملي عليك فنقول : متى كانت الكناية عرضية ، على ما عرفت ، كان إطلاق اسم التعريض عليها مناسبا ، وإذا لم تكن كذلك نظر ؛ فإن كانت ذات مسافة بينها وبين المكنى عنه متباعدة ، لتوسط لوازم ، كما في : خ خ كثير الرماد ، وأشباهه ، كان إطلاق اسم التلويح عليها مناسبا ؛ لأن التلويح هو : أن تشير إلى غيرك عن بعد ، وإن كانت ذات مسافة قريبة ، مع نوع من الخفاء ، كنحو : خ خ عريض القفا ، وخ خ عريض الوسادة ، كان إطلاق اسم الرمز عليها مناسبا ، لأن الرمز هو : أن تشير إلى قريب منك على سبيل الخفية.

قال [٢] :

رمزت إلىّ مخافة من بعلها ...

من غير أن تبدي هناك كلامها

وإن كانت لا مع نوع الخفاء ، كقول أبي تمام [٣] :

أبين فما يزرن سوى كريم ...

وحسبك أن يزرن أبا سعيد

فإنه في إفادة : أن أبا سعيد كريم ، غير خاف ، كان إطلاق اسم الإيماء والإشارة


[١] سورة البقرة الآيتان ٢ ـ ٣.

[٢] البيت لابن هانئ أورده الخطيب القزوينى في الإيضاح ص ٤٦٦.

[٣]أورده عبد القاهر الجرجاني في دلائل الاعجاز ص ٣١٣ وعزاه لأبي تمام ، وبدر الدين بن مالك في المصباح ص ١٥٥ ، والقزوينى في الإيضاح ص ٤٦٧ ، والعلوى في الطراز (١ / ٤٢٤).

اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 521
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست