اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 483
ملزوماتها ، فاعلا ذلك في ضمن قرينة مانعة عن حمل المفرد بالذكر على ما
يسبق منه إلى الفهم ، كيلا يحمل عليه فيبطل الغرض التشبيهي ، بانيا دعواك على
التأويل المذكور ، ليمكن التوفيق بين دلالة الإفراد بالذكر ، وبين دلالة القرينة
المتمانعتين ، ولتمتاز دعواك عن الدعوى الباطلة ، مثال ذلك : أن يكون عندك شجاع ،
وأنت تريد أن تلحق [جرأته وقوته بجرأة][١] الأسد وقوته ، فتدعي الأسدية له بإطلاق اسمه عليه ،
مفردا له في الذكر ، فتقول : خ خ رأيت أسدا ، كيلا يعد جرأته وقوته ، دون جرأة
الأسد وقوته ، مع نصب قرينة مانعة عن إرادة الهيكل المخصوص به : ك خ خ يرمي أو خ خ
يتكلم ، أو خ خ في الحمام ، أو : أن يكون عندك وجه جميل ، وأنت تريد أن تلحق وضوحه
، وإشراقه ، وملاحة استدارته بما للبدر ، فتدعيه بدرا ، بإطلاق اسمه عليه مع
إفراده في الذكر ، قائلا : خ خ نظرت إلى بدر [يبتسم][٢] أو : أن يكون عندك عالم ، وأنت تريد إلحاق كثرة فوائده
، بعد ما جرت العادة على تشبيه فوائد العلماء بالفرائد ، بكثرة فرائد البحر ،
فتدعيه بحرا سالكا في ذلك المسلك المعهود ؛ أو أن تريد إلحاق عدل عادل في إباء
التفاوت ، بالميزان أو بالقسطاس في ذلك ، فتدخله في جنس الميزان أو القسطاس ،
قائلا : خ خ ميزان [أميرنا][٣] أو قسطاسه لا يقبل التفاوت.
الاستعارة التهكمية :
ومن الأمثلة :
استعارة اسم أحد الضدين أو النقيضين للآخر ، بواسطة انتزاع شبه التضاد ، وإلحاقه
بشبه التناسب ، بطريق التهكم أو التلميح ، على ما سبق في باب التشبيه ، ثم ادعاء
أحدهما من جنس الآخر ، والإفراد بالذكر ، ونصب القرينة ، كقولك : خ خ إن فلانا
تواترت عليه البشارات بقتله ، ونهب أمواله ، وسبي أولاده. ويخص هذا النوع باسم : خ
خ الاستعارة التهكمية أو خ خ التلميحية.