وقولهم : خ خ
عتابك السيف وقوله عز وعلا : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ
مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[٢]. على ما ستسمع هذه الآية في فصل المستثنى منه ، إن شاء
الله ، ومنه قوله [٣] :
وبلدة ليس
بها أنيس ...
إلّا
اليعافير وإلّا العيس
والاستعارة ،
لبناء الدعوى فيها على التأويل ، تفارق الدعوى الباطلة ، فإن صاحبها يتبرأ عن
التأويل ، وتفارق الكذب بنصب القرينة المانعة عن إجراء الكلام على ظاهره ، فإن
الكذاب لا ينصب دليلا على خلاف زعمه ، وأنى ينصب وهو لترويج ما يقول راكب كل صعب
وذلول.
أقسام الاستعارة :
[وإذ قد عرفت][٤] ما كان يتعلق ببيان وصف الاستعارة ، ووجه تسميتها
استعارة ، وتقرير استنادها إلى اللغة ، ومفارقتها للدعوى الباطلة والكذب ، فاعلم
أن الاستعارة
[١] أورده بدر الدين
بن مالك في المصباح ص ١٢٦ وذكر صدر البيت :
وخيل قد دلفت لها بخيل
وهو لعمرو بن معد يكرب. النوادر في
اللغه (٤٢٨) ، والخزانة (٩ / ٢٦) ، وشرح شواهد الكشاف (٤٢٦) ، وأورده الطيبى في
التبيان (١ / ٢٩٩) بتحقيقى.
[٣]أورده بدر الدين
بن مالك في المصباح ص ١٢٧ وعزاه للراجز. وانظر الإنصاف ص ١٦٠ ، البيان في غرائب
القران (١ / ٤٢١) ، وشواهد الكشاف ص ٩٧] ، والخطيب القزوينى في الإيضاح ص ٤١٧.
واليعافير : جمع يعفور وهو الغزال.
والعيس : الإبل يخالط بياضها صفرة ، والواحد أعيس وهي عيساء.