اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 477
الفصل الثالث
الاستعارة
في الاستعارة
هي : أن تذكر أحد طرفي التشبيه وتريد به الطرف الآخر ، مدعيا دخول المشبه في جنس
المشبه به ، دالا على ذلك بإثباتك للمشبه ما يخص المشبه به ، كما تقول : خ خ في
الحمام أسد وأنت تريد به الشجاع ، مدّعيا أنه من جنس الأسود ، فتثبت للشجاع ما يخص
المشبه به ، وهم اسم جنسه ، مع سد طريق التشبيه بإفراده في الذكر ، أو كما تقول :
خ خ إن المنية أنشبت أظفارها [١] ، وأنت تريد بالمنية : السبع ، بادعاء السبعية لها ،
وإنكار أن تكون شيئا غير سبع ، فتثبت لها ما يخص المشبه به ، وهو : الأظفار. وسمي
هذا النوع من المجاز استعارة ، لمكان التناسب بينه وبين معنى الاستعارة.
وذلك أنا متى
ادعينا في المشبه كونه داخلا في حقيقة المشبه به ، فردا من أفرادها ، برز فيما
صادف من جانب المشبه به ، سواء كان اسم جنسه وحقيقته ، أو لازما من لوازمها ، في
معرض نفس المشبه به ، نظرا إلى ظاهر الحال من الدعوى ، فالشجاع ، حال دعوى كونه
فردا من أفراد حقيقة الأسد ، يكتسي اسم الأسد اكتساء الهيكل المخصوص إياه ، نظرا
إلى الدعوى ، والمنية ، حال دعوى كونها داخلة في حقيقة السبع ، إذا أثبت لها مخلب
أو ناب ، ظهرت مع ذلك ظهور نفس السبع معه في أنه كذلك ينبغي ، وكذلك الصورة
المتوهمة على شكل المخلب أو الناب ، مع المنية المدعى أنها سبع ، تبرز في [تسميتها][٢] باسم المخلب بروز الصورة المتحققة المسماة باسم المخلب
من غير فرق ، نظرا إلى الدعوى.
وهذا شأن
العارية ، فإن المستعير يبرز معها في معرض المستعار منه ، لا يتفاوتان إلا في أن
أحدهما إذا فتش عنها مالك والآخر ليس كذلك. وهاهنا سؤال وجواب