اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 471
الأخيرين بتقييد الحقيقة بنوعها ، مثل أن يقال : لا تكون حقيقة شرعية ولا
مجازها ، ولا تكون حقيقة عرفية ولا مجازها ، وإن كان الإطلاق قد يحتمل.
وإذ قد تقدم
إليك ما أحاطت به معرفتك ، فبالحري أن نشمر الذيل لتلخيص ما عند السلف ، وتخليصه
مما يقع من الحشو في البين ، وأن نسوقه إليك مرتبا ترتيبا يقيد أوابد فوائدهم ،
مقررا تقريرا يميط اللثام عن وجوه فرائدهم ، فاعلين ذلك لنطلعك على كنه ما أجروا
إليه ، ونعثرك على شأو ما قد أناخوا لديه ، منبهين في أثناء المساق على ما يرونه
وما نحن نراه ، فإذا استناخا من كمال تأملك في بحبوحة ذراه ، آثرت عن استطلاع
طلعتهما [١] أيا شئت.
أقسام المجاز :
اعلم أن المجاز
عند السلف من علماء هذا الفن قسمان : لغوي ، وهو ما تقدم ويسمى مجازا في المفرد ؛
وعقلي ، وسيأتيك تعريفه ويسمى مجازا في الجملة.
واللغوي قسمان
: قسم يرجع إلى معنى الكلمة ، وقسم يرجع إلى حكم لها في الكلام ، والراجع إلى معنى
الكلمة قسمان : خال عن الفائدة ، ومتضمن لها ، والمتضمن للفائدة قسمان : خال عن
المبالغة في التشبيه ، ومتضمن لها ، وأنه يسمى الاستعارة ، ولها انقسامات ، فهذه
فصول خمسة : مجاز لغوي راجع إلى المعنى خال عن الفائدة ، مجاز لغوي معنوي مفيد خال
عن المبالغة في التشبيه : استعارة ، مجاز لغوي راجع إلى حكم الكلمة ، مجاز عقلي ،
ويتلوه الكلام في : الحقيقة العقلية. وأنا أسوق إليك هذه الفصول بعون الله تعالى
وهو المستعان.