responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 462

عقليا ، من أمور أكثر ، كان حاله في البعد والغرابة أقوى.

قبول التشبيه :

وأما كون التشبيه مقبولا فالأصل فيه هو أن يكون الشبه صحيحا ، وقد تقدم معنى الصحة ، وأن يكون كاملا في تحصيل ما علق به من الغرض ، وأن يكون سليما عن الابتذال.

١ ـ مثل أن يكون المشبه به محسوسا أعرف شيء بأمر لون مخصوص ، أو شكل أو مقدار أو غير ذلك ، إذا كان الغرض من التشبيه بيان حال المشبه من جهة ذلك الأمر ، أو بيان مقداره على ما هو عليه ، فالنفس إلى الأعرف عندها أميل ، وله متى صادفته أقبل ، لا سيما فيما إلفها به أكمل ، لكن يجب في الثاني كون المشبه به ، مع ما ذكر ، على حد مقدار المشبه في وجه التشبيه ، لا أزيد ولا أنقص ، وكلما كان أدخل في السلامة عن الزيادة أو النقصان ، كان أدخل في القبول.

٢ ـ أو مثل أن يكون المشبه به أتم محسوس في أمر حسي ، هو وجه الشبه ، إذا قصد تنزيل المشبه الناقص منزلة الكامل ، أو قصد زيادة تقرير المشبه عند السامع لمثل ما تقدم ، أو مثل أن يكون المشبه به مسلم الحكم معروفه ، فيما يقصد من وجه التشبيه ، إذا كان الغرض من التشبيه : بيان إمكان الوجود ، أو محاولة التزيين ، أو التشويه. فقبول النفس لما تعرف ، فوق قبولها لما لا تعرف.

٣ ـ أو مثل أن يكون المشبه به في التشبيه الاستطرافي نادر الحضور في الذهن لبعده عن التصور ، أو نادر الحضور فيه مع المشبه لبعد نسبته إليه ، فالنفس تتسارع إلى قبول نادر يطلع عليها ، لما تتصور لديه من لذة التجدد ، وتتمثل من تعريه عن كراهة معاد.

رد التشبيه :

هذا وإنك متى تفطنت لأسباب قرب التشبيه وتقارب مسلكه ، وكذا لأسباب انخراطه من القبول في سلكه ، تفطنت لأسباب بعده وغرابته ، ولأسباب رده لرداءته ، ولن يذهب عليك أن مقرب التشبيه ، متى كان أقوى ، كان التشبيه أقرب ، وكذا

اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست