اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 441
أو بما يدرك بالسمع من الأصوات الضعيفة أو القوية ، أو التي بين بين ، أو
بما يدرك بالذوق من أنواع الطعوم ، أو بما يدرك بالشم من أنواع الروائح ، أو بما
يدرك باللمس من الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، والخشونة والملاسة ،
واللين والصلابة ، ومن الخفة والثقل ، وما ينضاف إليها ؛ وبين أن يكون مستندا إلى
العقل.
والعقلي أيضا
لما انحصر بين حقيقي : كالكيفيات النفسانية ، مثل الاتصاف بالذكاء والتيقظ
والمعرفة ، والعلم ، والقدرة ، والكرم ، والسخاء ، والحلم ، والغضب ، وما جرى
مجراها من الغرائز والأخلاق ، وبين اعتباري ونسبي : كاتصاف الشيء بكونه مطلوب
الوجود أو العدم عند النفس ، أو بكونه مطموعا فيه ، أو بعيدا عن الطمع ، أو بشيء
تصوري وهمي محض.
ومن المعلوم
عندك أن الحقائق منقسمة إلى : بسائط وذوات أجزاء مختلفة ، وأن في الصفات ما مرجعها
أمر واحد ، وما مرجعها أكثر ، ظهر لك ، مما ذكر ، أن وجه التشبيه يحتمل أن يتفاوت
فنقول ، وبالله التوفيق :
وجه التشبيه واحدا :
وجه التشبيه :
إما أن يكون
أمرا واحدا أو غير واحد ، وغير الواحد ، إما أن يكون في حكم الواحد لكونه : إما
حقيقة ملتئمة ، وإما أوصافا مقصودا من مجموعها إلى هيئة واحدة ، أو لا يكون في حكم
الواحد ، فهذه أقسام ثلاثة :
أما الأول :
فإما أن يكون : حسيا أو عقليا. ولا بد للحسي من أن يكون طرفاه حسيين لامتناع إدراك
الحس من غير المحسوس ، جهة دون العقلي ، فإنه يعم أنواع الطرفين الأربعة المذكورة
لصحة إدراك العقل من المحسوس جهة. ولذلك تسمع علماء هذا الفن ، رضوان الله عليهم
أجمعين ، يقولون : التشبيه بالوجه العقلى أعم من التشبيه بالوجه الحسي ، فالحسي :
كالخد إذا شبه بالورد في الحمرة ، وكالصوت الضعيف إذا شبه بالهمس في الخفاء ،
وكالنكهة إذا شبهت بالعنبر في طيب الرائحة ، وكالريق إذا شبه بالخمر في لذة الطعم
، على زعم القوم ، وكالجلد الناعم إذا شبه بالحرير في لين المس.
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 441