اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 440
التشبيه بالخمر في المذوقات ، وكالجلد الناعم عند التشبيه بالحرير في
الملموسات. وإما ما يستند إلى الخيال : كالشقيق عند التشبيه بأعلام ياقوت منشرة
على رماح من الزبرجد ، فهو في قرن الحسيات ملزوز [١] ، تقليلا للاعتبار ، وتسهيلا على المتعاطي.
وإما أن يكونا
مستندين إلى العقل : كالعلم إذا شبه بالحياة ، وإما أن يكون المشبه معقولا ،
والمشبه به محسوسا : كالعدل إذا شبه بالقسطاس ، وكالمنية إذا شبهت بالسبع :
وكحال من
الأحوال إذا شبهت بناطق أو بالعكس من ذلك : كالعطر إذا شبه بخلق كريم.
وأما الوهميات
المحضة كما إذا قدرنا صورة وهمية محضة مع المنية مثلا ، ثم شبهناها بالمخلب أو
بالناب المحققين ، فقلنا : افترست المنية فلانا ، بشيء هو لها شبيه بالمخلب أو
بشيء هو لها شبيه بالناب ، أو مع الحال ، ثم شبهناها باللسان ، فقلنا : نطقت الحال
بشيء هو لها شبيه باللسان ، فملحقة بالعقليات ، وكذا الوجدانيات ، كاللذة والألم ،
والشبع والجوع ؛ فاعرفه.
وجه التشبيه :
النوع الثاني :
النظر في وجه التشبيه. لما انحصر التشبيه بين أن يكون الاشتراك بالحقيقة ،
والافتراق بالصفة تارة ، مثل جسمين : أبيض وأسود ، وكذا مثل أنف ومرسن [٢] ، فهما مشتركان في الحقيقة ، وهو العضو المعلوم ، وإنما
يفترقان : باتصاف أحدهما بالاختصاص بالإنسان ، واتصاف الآخر بالاختصاص بالمرسونات
، وما جرى مجراهما ، من نحو شفة وجحفلة ، ورجل وحافر ، وبين أن يكون الاشتراك
بالصفة تارة ، والافتراق بالحقيقة أخرى ، مثل : طويلين جسم وخط ، والوصف حين انحصر
بين أن يكون مستندا إلى الحس : كالكيفيات الجسمانية ، مثل : الاتصاف بما يدرك
بالبصر من الألوان والأشكال ، والمقادير والحركات ، وما يتصل بها من الحسن والقبح
، وغير ذلك ،