اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 400
تمهيد
فصل : في بيان القصر
اعلم أن القصر
، كما يجري بين المبتدأ والخبر ، فيقصر المبتدأ تارة على الخبر ، والخبر على
المبتدأ أخرى ، يجري بين الفعل والفاعل ، وبين الفاعل والمفعول ، وبين المفعولين ،
وبين الحال وذي الحال ، وبين كل طرفين ، وأنت إذا أتقنته في موضع ، ملكت الحكم في
الباقي ، ويكفيك مجرد التنبيه هناك.
معنى القصر :
وحاصل معنى
القصر راجع إلى تخصيص الموصوف عند السامع بوصف دون ثان ، كقولك : زيد شاعر لا منجم
، لمن يعتقده شاعرا ومنجما. أو قولك : زيد قائم لا قاعد ، لمن يتوهم زيدا على أحد
الوصفين ، من غير ترجيح ، ويسمى هذا قصر إفراد ، بمعنى أنه : يزيل شركة الثاني ،
أو بوصف مكان آخر ، كقولك لمن يعتقد زيدا منجما لا شاعرا : ما زيد منجم بل شاعر ،
أو زيد شاعر لا منجم ، ويسمى هذا قصر قلب ، بمعنى أن المتكلم يقلب فيه حكم السامع
؛ أو إلى تخصيص الوصف بموصوف قصر إفراد ، كقولك : ما شاعر إلا زيد ، لمن يعتقد
زيدا شاعرا ، لكن يدعى شاعرا آخر ، أو قولك : ما قائم إلّا زيد ، لمن يعتقد قائمين
، أو أكثر في جهة من الجهات معينة ، أو قصر قلب ، كقولك : ما شاعر إلا زيد ، لمن
يعتقد أن شاعرا في قبيلة معينة ؛ أو طرف معين ، لكنه يقول : ما زيد هناك بشاعر.
طرق القصر :
وللقصر طرق
أربعة :
أحدها : طريق
العطف ، كما تقول في قصر الموصوف على الصفة ، إفرادا أو قلبا بحسب مقام السامع :
زيد شاعر لا منجم ، وما زيد منجم بل شاعر ، وفي قصر الصفة على الموصوف بالاعتبارين
: ما عمرو شاعر بل زيد ، أو زيد شاعر لا عمرو ، أو لا غير ، بتقدير لا غير زيد إلا
أنك تترك الإضافة لدلالة الحال ، وتبني غيرا بالضم ، على نحو بناء الغايات ، أو
ليس غيرا ، وليس إلّا بتقدير : ليس شاعر غير المذكور ، أو إلّا المذكور ؛
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 400