اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 242
لهذه الأمثلة صورة التثنية والجمع ، اتبعه النصب هنا اتباعه الجر هناك ؛
طلبا للتشاكل بين الأصل والفرع.
وأما النقصان ،
وذلك في جزمه عند اعتلال الآخر ، فمن حيث إن الجزم ، لما تقدم النصب في الاعتبار
كما سبق آنفا ، لم يكن وروده إلا على المرفوع ، وقد عرفت أن الفعل حال اعتلال
الآخر في الرفع لا يكون متحركا ، وإذا [ورده][١] ، ومن شأنه حذف الحركة ، ثم لا يجد حركة يحذفها حذف
المعتل لما بينه وبينها من الاتحاد.
الفصل الثامن
في علة عمل الحروف العاملة وكيفية اختلافها في ذلك
ونحن على أن
نختصر الكلام فنقول : أما الجارة فإنما عملت في الأسماء للزومها إياها ، فكل ما
لزم شيئا وهو خارج عن حقيقته ، أثر فيه وغيره غالبا بشهادة الاستقراء ، وكان عملها
الجر اللازم للأسماء ، ليدخل وصف العمل في وصف العامل بحكم المناسبة ، وهو بعينه
الكلام في التي تجزم المضارع.
وأما العذر عن
حرف التعريف وحرفي الاستقبال ، فالأقرب هو أن الاسم لشدة احتياجه إلى التعريف ؛
لامتناع خروجه في الاستعمال عن التعريف والتنكير ، جرى حرف التعريف منه مجرى بعض
أجزائه ، وعلى هذا حرفا الاستقبال.
ومدار كلام أبي
سعيد السيرافي [٢] ، رحمهالله ، في هذا على ما ذكرت.
وأما الناصبة
للأسماء ، فعملت لمعنى اللزوم والنصب ؛ لتقويها على إفادة معنى المفعولية قريبة من
أنادي وأصحاب وأستثني ، ولذلك ترى الواو لا يعمل حيث يبطل لزومه بكونه عاطفا ؛
لأنه في العطف لا يلزم الاسم ، وكذا إلا حيث يبطل لزومه بكونه