اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 211
فصل
وكما اتفق في
قبيل عوامل الأفعال ما قد تفرد بأحكام راجعة إليه ، كذلك اتفق ههنا من ذلك أفعل
التفضيل ، فإنه متفرد بأن يكون استعماله : إما [معرفة][١] باللام ، وإما مضافا ، وإما مصحوبا (بمن).
ويلزمه في
الأول التثنية والجمع والتأنيث ، وفي الثالث ترك ذلك ، ولا يكون إلا منكرا فيه ،
وفي الثاني الخيرة ، لم يخرج من هذا الحكم إلا (آخر) ، فإنه التزم فيه حذف (من) ،
ولم يستوفه ما استوى في أخواته حيث قالوا : مررت بآخرين ، وآخرين وأخرى وأخريين
وأخر وأخريات ، وإلا دنيا في مؤنثه ، فإنها استعملت بغير حرف التعريف ، قال العجاج
[٢] :
في سعي دنيا طالما قدمت رجلي
أيضا. ومن ذلك (هلم)
[٣] في لغة بني تميم ، فإنهم يقولون : هلما هلموا هلمي هلممن ، والظاهر من حكم
أسماء الأفعال امتناع ذلك ، وعليه أهل الحجاز فيه. ولذلك حيث قالوا : هاتيا ،
هاتوا ، هاتي ، هاتين ، اخترنا منع اسمية هات على ارتكاب نوع من الخفاء في اشتقاقه
؛ ومن ذلك ها : فإنه تلحق آخره همزة للخطاب ، ويصرف مع المخاطب في أحواله تصريف
كاف الخطاب ، والظاهر من هذا الاستعمال فيما عداه العدم.
وأما الجزم ،
فللفعل إذا أفاد فيه معنى الشرط والجزاء ، والأسماء التي تفيد ذلك هي :
[٣]في لغة التميميين
تدخل عليها النون بنوعيها ـ الخفيفة والثقيلة ، فقالوا : هلمّن يا رجل وهلمن يا
امرأة ، وقالوا في تثنيتها للمؤنث والمذكر : هلمان وفي جمع المذكر (هلمّنّ) بضم
الميم وتشديد النون ، و (هلممنانّ) لجمع النسوة. المعجم المفصل (٢ / ١١٤٧).
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 211