اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 20
والقدرة البارعة على التبويب والإحاطة الكاملة بالأقسام والفروع. غير أن
ذلك عنده لم يشفع بتحليلات عبد القاهر والزمخشري التي كانت تملأ نفوسنا إعجابا ،
فقد تحولت البلاغة في تلخيصه إلى علم ، بأدق المعاني لكلمة علم ، فهي قوانين
وقواعد تخلو من كل ما يمتع النفس ، إذ سلط عليها المنطق بأصوله ومناهجه الحادة ،
حتى في لفظها وأسلوبها الذي لا يحوي أيّ جمال ، وما للجمال والسكاكي إنه بصدد وضع
قواعد وقوانين كقوانين النحو وقواعده ، وهي قواعد وقوانين تسبك في قوالب منطقية جافّة
أشد ما يكون الجفاف" [١].
يتبين لنا من
النصّ السابق أن القيمة العظمى لمفتاح السكاكي إنما ترجع إلى القسم الثالث منه ،
وهو الخاص بعلوم البلاغة ، وقد أخذ عليه فيه تقسيمه البلاغة إلى علومها الثلاثة
التي استقرت عليها عنده وهي : المعاني والبيان والبديع.
[١]انظر د / شوقي
ضيف / البلاغة تطور وتاريخ / ط دار المعارف ص ٢٨٧ ـ ٢٨٨.
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 20