والسادس : (لعل)
[٢] وهو لتوقع مرجو أو مخوف ، وقد يشم معنى التمني. وهما يدخلان على أن يقال :
ليت أن زيدا حاضر ، وكذا عند الأخفش [٣] : لعل أن زيدا قائم ، فأشبه لعل ليت ، وفيه لغات [٤] أخر : علّ وعن ولعن ، ولغن. وعند المبرد [٥] أن أصله علّ ، واللام لام الابتداء.
فصل
وتلحق أواخر
هذه الستة [٦] (ما) كافة وملغاة ، إلا أن الإلغاء مع (كأن) و (ليت) و (لعل) أكثر ؛ لقوة
قربها من معنى الفعل ، وهو السبب في أنها تعمل في الحال ، وفي اتصالها بضمير
الحكاية تارة ، يقال : إنني إننا إلى الآخر ، وتارة يقال : إني إلى الآخر ، ولكن
يقل : ليتي وأنا ، إلى الآخر ، دون (ليت ولعل) : فإنه لا يقال : ليتا ، ولعلا.
فصل
ويمتنع تقديم
الخبر في هذا الباب على العامل البتة ، وعلى الاسم إذا لم يكن ظرفا ، أعني اسما
معه حرف جر ظاهرا أو تقديرا ، فالظرف ، خبرا كان أو متعلقا بالخبر ، لا يمتنع كنحو
: إن في يوم الجمعة القتال ، أو يوم الجمعة ؛ ونحو : إن في يوم الجمعة القتال حاصل
، أو يوم الجمعة ؛ هذا على المذهب الظاهر ، وأما حذفه فأوجب في قولهم : ليت شعري ،
وجوز عند الدلالة فيما عداه.