اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 66
أن يستوحش من الأخذ عن كل أحد إلا أن تقوى لغته ، وتشيع فصاحته ، وقد قال
الفراء فى بعض كلامه : «إلا أن تسمع شيئا من بدوى فصيح فتقوله».
[الفرع] السادس
[فى العربى الفصيح
ينتقل لسانه]
قال ابن جنى :
العمل فى ذلك أن ينظر حال ما انتقل إليه ، فإن كان فصيحا مثل لغته أخذ بها ، كما
يؤخذ بما انتقل عنها [١] ، أو فاسدا فلا يؤخذ بالأولى [٢].
قال : فإن قيل
فما يؤمنك ـ أن تكون كما وجدت فى لغته فسادا بعد أن لم يكن فيها ـ أن يكون فيها
فساد آخر لم تعلمه؟
قيل : لو أخذ
بهذا لأدى إلى أن لا تطيب نفس بلغة ، وأن يتوقف عن الأخذ عن كل أحد ، مخافة أن
يكون فى لغته زيغ لا نعلمه الآن ، ويجوز أن يعلم بعد زمان ، وفى هذا من الخطل [٣] ما لا يخفى.
فالصواب الأخذ
بما عرف صحته ، ولم يظهر فساده ، ولا يلتفت إلى احتمال الخلل فيه ما لم يبن.
[١] عبارة ابن جنى : «اعلم
أن المعمول عليه فى نحو هذا أن تنظر ما انتقل إليه لسانه ، فإن كان إنما انتقل من
لغته إلى لغة أخرى مثلها فصيحة ، وجب أن يأخذ بلغته التى انتقل إليها ، كما يؤخذ
بها قبل انتقال لسانه إليها ، حتى كأنه إنما حضر غائب من أهل اللغة التى صار إليها
، أو نطق ساكت من أهلها» ، وانظر : ج ٢ ص ١٢ من الخصائص.
[٣] قال ابن جنى : «فإن
كانت اللغة التى انتقل لسانه إليها فاسدة لم يؤخذ بها ، [ويؤخذ] بالأولى ، حتى
كأنه لم يزل من أهلها وهذا واضح» ، وانظر : الخصائص ج ٢ ص ١٢.
اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 66