اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 112
الفصل الرابع
فى العلة ، وفيها
مسائل
[المسألة] الأولى
قال صاحب
المستوفى : إذا استقريت أصول هذه الصناعة : علمت أنها فى غاية [١] الوثاقة ، وإذا تأملت عللها : عرفت أنها غير مدخولة ولا
متسمّح [٢] فيها.
وأما ما ذهب
إليه غفلة العوام : من أن علل النحو تكون واهية ومتمحلة [٣].
واستدلالهم على
ذلك بأنها أبدا تكون هى تابعة للوجود لا الوجود تابعا لها ، فبمعزل عن الحق.
وذلك أن هذه
الأوضاع والصيغ ، وإن كنا نحن نستعملها ، فليس ذلك على سبيل الابتداء والابتداع ،
بل على وجه الاقتداء والاتباع ، ولا بد فيها من التوقيف ، فنحن إذا صادفنا الصيغ
المستعملة والأوضاع بحال من الأحوال ، وعلمنا أنها كلها أو بعضها من وضع واضع حكيم
جل وعلا : تطلبنا بها وجه الحكمة المخصصة لتلك الحال من بين أخواتها ، فإذا حصلنا
عليه ، فذلك غاية المطلوب.