اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 88
٢ ـ يعد كتاب
تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد موسوعة نحوية ضمت آراء المتقدمين والمتأخرين في
توسط بين التطويل والتقصير ؛ فليس فيه التطويل الممل كما في التذييل والتكميل ،
ولا التقصير المخل كما في التسهيل وشرحه لابن مالك. وقد بين ذلك ناظر الجيش نفسه
في مقدمة هذا الكتاب حينما قال : ولقد خرج الكتاب المذكور ـ أي التذييل ـ بسبب
الإطالة عن مقصود الشرح ، وصار فيه للمتأمل سبيل إلى القدح ؛ مع أن المعتني بحمل
الكتاب لا يحظى منه بطائل ولا يظفر ببغيته ؛ إلا بعد قطع مهامه وطي مراحله.
وأما شرح
المصنف فالناظر فيه لا يرضيه الاقتصار عليه ، ولا يقنعه ما يجده لديه ؛ بل تتشوق
نفسه إلى زيادات الشرح الكبير ، ويرى أنه إذا لم يحط بها علما كان منسوبا إلى
التقصير ؛ فرأيت أن أضرب بقدح وأرجو أن يكون القدح المعلى بين القدحين ، وأن أضع
على هذا التصنيف ما هو جامع لمقاصد الشرحين ، وأتوخى الجواب ما يمكن عن مؤخذات
الشيخ ومناقشاته بالبحوث الصحيحة والنقود الصريحة ، مع ذكر زيادات انفرد بها هذا
الكتاب وتنقيحات يرغب فيها المتيقظون من الطلاب [١].
٣ ـ يعد هذا
الكتاب مرآة صادقة انعكست فيها آراء المذهب البصري بصفة عامة ، وآراء الأندلسيين
بصفة خاصة.
٤ ـ ظهرت في
هذا الكتاب مقدرة صاحبه الفائقة على إيراد الآراء والموازنة بينها أو الترجيح ،
واختيار ما يراه صوابا منها ، فهو لم يكتف بسرد الآراء ؛ بل كان يوازن ويرجح
ويختار ويفند.
٥ ـ لم يبخس
ناظر الجيش واحدا من هذين العلمين الكبيرين ـ ابن مالك وأبي حيان ـ حقه ؛ فقد كان
يرد رأي أبي حيان حينما يراه قد جانبه الصواب ، ويقف بجانبه ضد ابن مالك حينما
يراه مصيبا. وعلى ذلك فإن ناظر الجيش قد جعل من نفسه قاضيا عادلا بين خصمين في
ميدان العلم.
[١] انظر ذلك في مقدمة
الشارح قريبا بعد قسم الدراسة (الجزء الأول).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 88