إن كان زيد لهو
الفاضل ، وإن كنت لأنت الفاضل ، وإن ظننت زيدا لهو الفاضل ، وإن ظننتك لأنت
الفاضل.
وإنما تعينت
فصليته في هذه الصورة لامتناع حمله [١ / ١٨٢] على غير الفصلية ، وذلك لأن
الابتدائية فيه تمتنع لنصب الواقع بعده ، وكذا البدلية والتأكيد ؛ لأن اللام
المذكورة لا يفصل بها بين التابع والمتبوع ، وإذا امتنع كونه مبتدأ وتابعا تعين
كونه فصلا.
الصورة
الثانية : إذا ولي ذلك
الضمير منصوبا أيضا كما في الأولى ولم يقرن هو باللام ، لكن ولي ظاهرا نحو : ظننت
زيدا هو القائم ، فقول المصنف : أو ولي معطوف على قوله : وقرن باللّام لا على قوله : وليه منصوب ؛ لأن شرط تعينه للفصلية في الصورتين هو أن يليه منصوب.
ثم لا بد مع هذا الشرط من أحد شيئين : وهو أن يقرن الضمير باللام أو يلي هو ظاهرا
وإن لم يقرن بها.
وإنما تعينت
فصليته في هذه الصورة أيضا ؛ لامتناع حمله على غير الفصلية.
أما منع الابتدائية
فيه فظاهر لنصب ما بعده ، وأما التوكيد فيه فممتنع أيضا ؛ لأن الظاهر لا يؤكد
بالضمير ، وأما البدل فذلك لعدم المطابقة في الإعراب.
واعلم أن
المصنف يدخل عليه لكونه اقتصر في هذه الصورة الثانية على قوله :
أو
ولي ظاهرا نحو : كان زيد
هو القائم ؛ لأنه قد ولي الضمير فيه منصوب ، والضمير قد ولي ظاهرا ، ومع هذا لا
تتعين الفصلية في هذا المثال ؛ إذ يجوز أن يكون الضمير بدلا من الظاهر الذي هو زيد
لاتفاقهما في الإعراب ، فكان الواجب أن يقول : وولي ظاهرا منصوبا ؛ ليندفع عنه هذا
الداخل.
أما غير هاتين
من الصور التي يؤتى فيها بضمير الفصل ، فلا يتعين ذلك الضمير فيها للفصلية ، بل
يجوز كونه فصلا وغير فصل ؛ فنحو زيد هو القائم يجوز في هو أن يكون فصلا وغير فصل
وأن يكون بدلا وأن يكون مبتدأ ثانيا.
وإن كان
المبتدأ مضمرا نحو : أنت أنت القائم ، جازت الأوجه الثلاثة [١] وزاد رابع وهو أن يكون توكيدا. ـ