اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 530
[المختار في مواضع جواز الاتصال والانفصال]
قال ابن مالك :
(ويختار اتّصال نحو هاء أعطيتكه ، وانفصال الآخر من نحو فراقيها ومنعكها وخلتكه ،
وكهاء أعطيتكه هاء كنته ، وخلف ثاني مفعولي نحو : أعطيت زيدا درهما في باب الإخبار).
قال ناظر الجيش
: لما ذكر ضابط ما يجوز فيه الاتصال والانفصال ، وكان بعضه مختار الاتصال وبعضه
مختار الانفصال ، أخذ في بيان ذلك ، وقد تقدم أن الأمرين جائزان في ستة أبواب ذكر
المصنف منها في المتن خمسة [١]. والسادس ذكره في الشرح : وهو ما كان فيه أول الضميرين
مجرورا [٢] ، وهما معمولان لاسم فاعل.
وأما ما فيه
خلف ثاني المفعولين في باب الإخبار فهو من فروع باب أعطيتكه ، فلا يعد قسما زائدا.
وأشار بنحو هاء
أعطيتكه [٣] إلى ما كان ثانيا من ضميرين [١ / ١٦٦] منصوبين بفعل غير
قلبي ، فإنه جائز فيه الاتصال والانفصال ، واتصاله أجود ؛ ولذلك لم يأت في القرآن
إلا متصلا كقوله تعالى : (إِذْ يُرِيكَهُمُ
اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ)[٤].
قال
المصنف[٥] : «وظاهر كلام سيبويه أنّ الاتصال لازم [٦] ويدلّ على عدم ـ
[٦]هذا هو نص كلام
سيبويه والرأي كما حكاه المصنف عنه يقول (الكتاب : ٢ / ٣٦٣): «فإذا كان المفعولان
اللّذان تعدّى إليهما فعل الفاعل مخاطبا وغائبا فبدأت بالمخاطب قبل الغائب ، فإن
علامة الغائب العلامة الّتي لا تقع موقعها إيّا ، وذلك قولك : أعطيتكه وقد أعطاكه
، وقال عزوجل
: (فَعُمِّيَتْ
عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ)[هود
: ٢٨] ، فهذا هكذا إذا بدأت بالمخاطب قبل الغائب ، وإنما كان المخاطب أولى بأن
يبدأ به من قبل أنّ المخاطب أقرب إلى المتكلّم من الغائب ، فكما كان المتكلّم أولى
بأن يبدأ بنفسه قبل المخاطب ، كان المخاطب الّذي هو أقرب إلى الغائب أولى بأن يبدأ
به من الغائب».
«فإن بدأت بالغائب فقلت أعطاهوك فهو في
القبح ، وإنّه لا يجوز بمنزلة الغائب والمخاطب إذا بدئ بهما قبل المتكلّم». كتاب
سيبويه (٢ / ٣٦٤).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 530