وأما
نا : فقد تقدم أنها
للمتكلم المعظم نفسه أو المشارك ، نحو : (رَبَّنا فَاغْفِرْ
لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (١٩٣)
رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ)[٣].
وأما
الكاف : فللخطاب ؛ فإن
فتحت كانت للمخاطب نحو : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
وَما قَلى)[٤] وإن كسرت كانت للمخاطبة [٥].
وأما
الهاء : فللغائب نحو :
(فَقالَ لِصاحِبِهِ
وَهُوَ يُحاوِرُهُ)[٦].
ولغة الحجازيين
[٨] في هاء الغائب الضم مطلقا ، وهو الأصل ؛ فيقولون : ضربته ومررت به ونظرت
إليه [٩] ولغة غيرهم الكسر بعد الكسرة. أو الياء الساكنة إتباعا وبلغة غيرهم قرأ
القراء إلا حفصا [١٠] : ... ـ
[١] احترز بذلك عن
المنصوب المنفصل ، وهو إيا وما يتصل بها ، وهو اثنا عشر ضميرا وستأتي.
ونا في الآيتين وقعت أكثر من مرة : تارة
في محل نصب ، وأخرى في محل جر.
[٤] سورة الضحى : ٣ ،
وقد وقعت الكاف فيها مرتين ، واحدة في محل نصب والأخرى في محل جر.
[٥] لم يمثل لها
والتمثيل كالآتي : (وَاسْتَغْفِرِي
لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ)[يوسف : ٢٩]. وقد وقعت الكاف فيها مرتين
، واحدة في محل نصب والأخرى في محل جر.
[٨] شرع في حركات هذه
الضمائر : أما ما وضع منها على حرفين كنا وها ، فلا حديث فيه ؛ لأنه سينطق على ما
وضع عليه. وأما ما وضع على حرف واحد فهو حديثه الآن كالهاء والكاف.
أما ياء المتكلم فلم يتحدث عنها هنا ، ولها
حديث خاص في آخر باب النداء.
[٩] قوله : مطلقا :
يشير به إلى أنه سواء كان قبل الهاء ضم أو كسر أو ياء ساكنة ، وقد مثل الشارح
للثلاثة.
[١٠] هو حفص بن
سليمان بن المغيرة الأسدي بالولاء الكوفي البزاز ، وكنيته أبو عمرو إمام قارئ راوي
عاصم بن أبي النجود ، كان ربيب عاصم من زوجته فأخذ عنه القراءة ، وكان أعلم أصحابه
بقراءته ، ولذا أخذ الناس قراءة عاصم عن حفص ، وقد نزل بغداد وجاور بمكة ، وامتد
عمره إلى التسعين حيث
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 476